جدد وزراء الخارجية العرب في لقائهم وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مراكش رفضهم التطبيع مع اسرائيل، وطالبوا بأن تقوم الادارة الاميركية بالضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان وتهويد القدس وحماية الآثار الاسلامية في المدينةالمحتلة عام 1967 وعلى رأسها المسجد الاقصى. واجتمعت كلينتون مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل على انفراد، من دون ان تتسرب معلومات عن فحوى اللقاء. لكن المصادر أشارت الى محاولة اميركية لدفع الدول المعتدلة الى تليين المواقف للدفع بعملية السلام المتوقفة، وهو ما رفضه الجانب العربي على هامش اجتماع منتدى المستقبل الذي سعى الى اتخاذ خطوات تطبيع اقتصادي قبل وقف الاستيطان الذي اعتبره وزراء خارجية السعودية والمغرب وقطر والامارات والكويت والاردن وعمان، اضافة الى ممثلي مصر والعراق، «شرطاً ضرورياً لاستئناف أي مفاوضات سلام». وأعرب المغرب رسمياً عن قلقه البالغ وإدانته ما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات وأعمال عدوانية اسرائيلية «لا مشروعة». وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري في كلمة خلال الاجتماع الوزاري ل «منتدى المستقبل»، إن المملكة المغربية تشدد على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني الخاص لمدينة القدس وطابعها المتميز وحماية معالمها الروحية والحضارية. من جانبها، قالت كلينتون في خطاب ألقته في اليوم الأخير من «منتدى المستقبل» في مراكش امس، ان الشرق الأوسط يشكل «مصدر قلق كبير (...) يتجاوز المنطقة نفسها»، مؤكدة ضرورة ان يلتزم كل طرف «الحذر» في تصريحاته. وأكدت إرادة الولاياتالمتحدة في التوصل الى اقامة دولتين اسرائيلية وفلسطينية، وقالت «من المهم ان يعمل كل طرف لهذا الهدف، وأعتقد انه يجب ان يبرهن كل طرف على الحذر في تصريحاته». وتابعت: «علينا العمل معاً في روح بناءة للتوصل الى الهدف المشترك الذي يشكله السلام الشامل»، و«أعتقد بقوة اننا يمكن ان نتوصل الى ذلك». وكانت كلينتون أكدت في مؤتمر صحافي في مراكش عقب لقائها العاهل المغربي الملك محمد السادس امس، أن «موقف إدارة الرئيس باراك أوباما في خصوص المستوطنات لم يتغير، فهي غير شرعية، والنشاط الاستيطاني غير شرعي، وهذا ما قلناه للعالم». واعتبرت أن ما يقوم به الفلسطينيون، في المجال الأمني مهم، مؤكدة التزام الإدارة الأميركية تحقيق السلام. وفي خصوص إيران، أكدت كلينتون أن على طهران أن تقبل بالمقترح الأميركي كما هو. أما في موضوع نزاع الصحراء، فشددت كلينتون على أن موقف الإدارة الأميركية الجديدة لم يتغير، في إشارة إلى دعم مقترح الحكم الذاتي للمحافظات الصحراوية جنوب المغرب، والذي اقترحته الرباط قبل سنتين كحل دائم للنزاع في شمال افريقيا.