القارئة سلوى حمّاد ذكية عالية الثقافة كما يبدو من مستوى رسائلها الالكترونية بالعربية والانكليزية تعليقاً على ما أكتب، وهي فلسطينية تقيم في قطر لذلك تبقى «القضية» محور اهتمامها الأول، وقد دار بيننا في الأيام الأخيرة جدل موضوعه أبو مازن، فهي اختارت أن ترسل إليّ فيديو يتحدث فيه الرئيس الفلسطيني ويخطئ في بعض الحركات على الكلمات. قلت لها إن الأخطاء اللغوية أهون ما نعاني منه، فالكل يخطئ، ولعلي ابتعدت عن جمال عبدالناصر وأنا طالب لأنه كان يخطئ كثيراً في الاستعمالات اللغوية، ما لا يناسب طالب أدب عربي مثلي، وهي ردت موافقة على انتقادي جانب اللغة في علم القادة العرب، إلا انها أصرت على أن الرئيس محمود عباس ضعيف ومهادن ومتنازل وأنه لن يحصل على شيء. كنت أحياناً أهاذر الأخت سلوى بمخاطبتها بكلمة «خالتي» لأن لي خالة اسمها سلوى، وهي كانت ترد وتخاطبني بعبارة «ابن أختي»، ويستمر الجدل بيننا من دون أن نتفق على شيء، ورحم الله زماناً قال فيه عبدالملك بن مروان: شيبني ارتقاء المنابر وخوف اللحن. إذا كان من اتفاق فهو قولي لها إن المستقبل فقط سيحسم الموضوع الفلسطيني مع إصراري على أن أبو مازن لن يتنازل عن أي حق في القدسالشرقية أو الحدود أو اللاجئين، وموافقتها على أن ننتظر المستقبل. وأدعو القراء الذين هم من رأي الأخت سلوى، ولا بد انهم كُثُر، الى دخول رهان المستقبل معنا، فأنا أعرف أبو مازن، كما لا يعرفه قارئ عادي، وأعرف أنه في موضوع الثوابت مثل أبو عمار قبله، وقادة الفصائل الفلسطينية كافة، لا يفرط. وأكمل مع الأخ أبو اسماعيل، فهو أيضاً عالي الثقافة لا يكاد يفوته شيء بالعربية أو الانكليزية، وبما انه قارئ مواظب فعندي منه رسائل عدة يتناول بعضها الحجاب والمسلمين، إلا أنني سأعود اليها مع مقال آخر عن الموضوع، أما اليوم فأختار كلامه عن الصحافي الأميركي كريس هيدجز الذي كنت أشرت الى جهده في فضح كذب الإدارة الأميركية وتواطؤ الصحافة معها وأرسل الى أبو اسماعيل مقالاً عنه يتضمن معلومات قيّمة وتحليلاً موضوعياً، وهو يشير الى أن هيدجز دعي الى احتفال جامعي فانتقد ادارة بوش والحرب على العراق بعبارات حادة وقاطعه طلاب وأساتذة بصيحات استهجان، ثم أنذرته «نيويورك تايمز» حيث يعمل وأمرته بالكف عن الحديث عن حرب العراق فكان ان الرجل أطاع ضميره المهني واستقال رافضاً أن يُكمَّم. أرجو من كل قارئ قادر ان يطلب كتب هيدجز عبر الانترنت فهي مفيدة وتتناول قضايا تهم كل عربي ومسلم. وأشكر القراء جميعاً على ترحيبهم بالمقال الخفيف عن التقدم في السن وما يجر من مشاكل، فأنا أدرك أهمية تخفيف وطأة الأخبار السياسية على القراء، إلا أنني لا أهم بكتابة شيء هاذر حتى يقتل مئتان في عملية ارهابية في العراق، وأتحيَّن الفرصة وأعتقد أنني وجدتها فتستقبل هيلاري كلينتون بإرهاب أسوأ في باكستان، وهذا من دون الهمجية الإسرائيلية اليومية ضد الفلسطينيين. لا أزيد اليوم سوى ترحيبي بالشيخوخة لنا جميعاً فهي أفضل من الخيار الآخر، ثم ان مرض ألزهايمر المرافق مفيد لأنه يجعلنا ننسى بؤس السياسة العربية، كما ان الخَرفان يستطيع أن ينظِّم لنفسه حفلة مفاجئة، وهو يقابل ناساً جدداً كل يوم. الأخ عصام باسيل له رأي في الهاذر والجاد، وعادة ما أتفق معه، وتبادلنا رسائل كثيرة في الأيام الأخيرة، بعد أن بلغني أنه يعاني من مرض قرر بعد اكتشافه ان يعود من الولاياتالمتحدة الى لبنان للإقامة مع الأهل والأصدقاء والعلاج فأدعو له بالشفاء. أخيراً، عندي مشكلة كبيرة مع التكنولوجيا فرسائل كثيرة تنتهي من دون عنوان صاحبها، وعادتي أن أردَّ على القراء ما استطعت، وقد حاول الإخوان في بيروت المساعدة إلا أن الجولة للكومبيوتر والتكنولوجيا معاندة حتى كتابة هذه السطور. وبما انني لا أريد أن يعتقد أحد أنني مهمل أو لا أهتم بالقراء فقد زدت اعتباراً من اليوم عنوان بريدي الالكتروني تحت اسمي في هذه الزاوية لأضمن وصول الرسائل والتواصل مع كاتبيها. [email protected]