تعيش مدينة جدة أزمة غاز؛ إذ أغلقت العديد من منافذ البيع؛ ما تسبب في خلق سوق سوداء؛ ضاعفت من سعر التعبئة الحقيقي، ووصلت طوابير الانتظار لمسافات طويلة لحاجة المواطنين والمقيمين للغاز، وسط غياب الحلول للأزمة التي ظهرت منذ أيام. "سبق" أخذت جولة لمشاهدة العديد من منافذ البيع في حيَّي السامر والصفا، ورصدت إغلاق المحال لنفاد أسطوانات الغاز المعبأة لديهم، والتقت عدداً من المواطنين.
بداية، أبدى المواطن طارق هياس الغامدي استغرابه من استمرار الأزمة التي بدأت تكبر بسبب إغلاق منافذ البيع، وكثرة الطلب من قِبل المواطنين والمقيمين؛ ما اضطر الكثير منهم للاصطفاف في طوابير طويلة لتعبئة أسطوانات الغاز؛ ما خلق سوقاً سوداء لسعر التعبئة؛ وضاعف من سعرها الحقيقي.
ولجأ بعض المواطنين للاستعانة بالأفران التي تعمل على الكهرباء، فيما بقي الآخرون ينتظرون انفراجاً للأزمة غير المسبوقة بمدينة جدة، مستغربين نفي شركة الغاز وجود أزمة، ومؤكدين أن أول الحلول هو الاعتراف بوجود الأزمة، والسعي إلى حلها.
وكانت شركة الغاز والتصنيع الأهلية قد أوضحت في بيان لها أنها عمدت إلى وضع خطط طارئة وفورية لمعالجة النقص في الكميات بتمديد فترات العمل في فرع جدة حتى الساعة ال11 مساء لتأمين طلبات السوق المحلي؛ ما ساهم في بلوغ متوسط إنتاج الفرع خلال الأيام الخمسة الماضية ما يفوق50 ألف أسطوانة، بمعدل 91 شاحنة، كما شكلت الشركة فرقاً ميدانية في المحافظة للتأكد من سلامة مستوى الخدمة وتوافر الأسطوانات لدى الموزعين المعتمدين، وتم رصد حالات تعمد عدد محدود من المحال لإغلاق منافذ البيع أياماً عدة بغرض افتعال أزمة، ورفع الأسعار بشكل مبالغ فيه.
وقالت الشركة إنه سبق لها أن أجرت ترتيبات لتسلم كميات بديلة من الغاز المطلوب من مرافق توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو السعودية في مدينة القطيف نظرًا لوجود أعمال صيانة في مصفاة ينبع، واتخذت أرامكو هذه الترتيبات مسبقًا لتعويض انخفاض كميات الغاز المستلمة من مصفاة ينبع، إلا أن وصول شحنات الغاز من المنطقة الشرقية تأخر نظرًا لموجة الضباب الكثيفة التي عمت المنطقة خلال فترات الصباح الباكر من الأسبوع الماضي؛ ما أسهم في تأخر إمداد محطة الغاز بجدة بتلك الكميات بمعدل 8 ساعات.
وأشارت إلى أنه يجري حاليًا بالتنسيق مع وزارة التجارة والصناعة وضع حد لهذه الممارسات، كما تطلب الشركة من المستهلكين التواصل معها للإبلاغ عن حالات الاستغلال.