قمعت جماعة الحوثيين في اليمن أمس تظاهرة مناهضة لها في محيط جامعة صنعاء، غداة مهلة ثلاثة أيام حددتها الجماعة للقوى السياسية للتوافق على حل لفراغ السلطة، وتلويحها بفرض «حلول ثورية». وتواصلت المشاورات برعاية مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر، في محاولة للتوفيق بين اقتراح الحوثيين تشكيل مجلس رئاسي وبين الحل «الدستوري» الذي يتمسك به حزب الرئيس السابق علي صالح (المؤتمر الشعبي) وبعض القوى الأخرى. في غضون ذلك اندلعت في عدن ولحج (جنوب) اشتباكات بين قوات أمن ومسلحين من «الحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال عن الشمال وسقط جرحى، بالتزامن مع عصيان محدود في مدينة عتق مركز محافظة شبوة. وروى شهود ل «الحياة»، أن مسلحي «اللجان الشعبية» التابعة ل «الحراك الجنوبي» حاولوا إقامة نقطة تفتيش وسط أحد الطرق الرئيسة في مدينة عدن، فتدخلت قوات أمن واشتبكت معهم، ما أوقع سبعة جرحى من الجانبين. وتزامن الاشتباك مع هجمات بالأسلحة الرشاشة على دوريات أمنية في مدينة الحوطة مركز محافظة لحج، فجُرِح خمسة جنود، في ظل تصاعد السخط الشعبي في مناطق الجنوب إثر انقلاب جماعة الحوثيين على العملية الانتقالية وإجبار الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح على الاستقالة. إلى ذلك، تجددت أمس غارات طائرات أميركية من دون طيار، واستهدفت سيارة تقل عناصر يُعتقد بأنهم من تنظيم «القاعدة» في محافظة البيضاء (جنوبصنعاء)، وأكدت مصادر قبلية مقتل أربعة أشخاص في الغارة. وعلمت «الحياة» من مصادر حزبية، أن المشاورات التي يرعاها بنعمر بين الأطراف السياسية في صنعاء للخروج بحل ينهي الفراغ الرئاسي الناجم عن استقالة هادي، باتت أكثر تعقيداً، بسبب تهديدات جماعة الحوثيين ومهلة الأيام الثلاثة التي حددتها للتوصل إلى حل قبل أن تمضي منفردة في «حلول ثورية». وأكدت المصادر أن بنعمر يحاول تقريب رؤى تلك الأطراف للتوصل إلى صيغة تلبي مطلب الحوثيين تشكيل مجلس رئاسي، من دون أن يتعارض ذلك مع الحل الدستوري الذي يقتضي عرض استقالة هادي على البرلمان للبت فيها، وهو الخيار الذي يتمسك به حزب علي صالح ويؤيده حزب التنظيم الوحدوي الناصري وقوى أخرى. وتظاهر في صنعاء أمس حشد من أنصار جماعة الحوثيين في سياق بحثها عن دعم شعبي لخطوات تصعيدية يُعتقد أنها ستُقدِم عليها إذا انتهت مهلة الأيام الثلاثة غداً من دون التوصل إلى حل توافقي بين القوى السياسية. ودعا رئيس «اللجان الثورية» في صنعاء أبو أحمد الحوثي، «القوى العتيقة والمعرقلة للتوافقات السياسية» إلى استغلال «الفرصة التاريخية» التي أتاحتها الجماعة للخروج بحل ينهي الفراغ الرئاسي.