بوغوتا - ا ف ب - منحت كولومبيا الولاياتالمتحدة حق استخدام سبع قواعد عسكرية لعمليات مكافحة المخدرات في اتفاق وقعه البلدان ويثير غضب الحكومات اليسارية في اميركا الجنوبية من الوجود الاميركي في المنطقة. ووقع الاتفاق في بوغوتا وزير الخارجية الكولومبي خايمي بيرموديس وسفير الولاياتالمتحدة في كولومبيا وليام براونفيلد, حسبما ذكر متحدث باسم وزارة الخارجية لوكالة فرانس برس. واكد بيرموديس ان نص الاتفاق الذي تؤكد واشنطن انه يهدف الى تعزيز التعاون لمكافحة التمرد والحد من تهريب المخدرات, سينشر الاسبوع المقبل. واضاف "لنكون واضحين نقول ان هذا الاتفاق يهدف الى مكافحة تهريب المخدرات ومكافحة الارهاب في كولومبيا (...) يمكن لجيراننا في المنطقة باكملها ان يطمئنوا". وسيسمح هذا الاتفاق الصالح لمدة عشر سنوات للجيش الاميركي باستخدام سبع قواعد على الاقل في كولومبيا التي تتقاسم حدودا مع فنزويلا والاكوادور والبرازيل والبيرو وبنما. وسيتاح لواشنطن بذلك التعويض عن اغلاق قاعدتها الوحيدة في اميركا الجنوبية في مرفأ مانتا في الاكوادور حيث كانت تجري عمليات جوية لمراقبة المحيط الهادىء تهدف الى اعتراض شحنات الكوكايين. ويسمح الاتفاق بنشر 800 عسكري و600 مدني اميركي على الاراضي الكولومبية يتمتعون بحصانة دبلوماسية مما اثار قلق المعارضة السياسية والمنظمات غير الحكومية. لكن حكومة الفارو اوريبي المحافظة اكدت انه لن يكون هناك افلات من العقاب في اي جريمة يرتطبها عسكريون اميركيون موضحة ان الاتفاق يلزم واشنطن التحقيق في قضايا من هذا النوع ومعاقبة المسؤولين عنها. وقال برموديس ان "الاتفاق يتضمن نقاطا مهمة من بينها عدم وجود قضاء اميركي او محاكم عسكرية في كولومبيا ومشاركة كولومبيا في التحقيقات ضد مسؤولين اميركيين". اما سفير الولاياتالمتحدة في كولومبيا فقال ان الاتفاق "يحدث" الاتفاقات المبرمة بين البلدين اصلا في 1952 و1962 و1974. من جهتها, اكدت وزارة الخارجية الاميركية في بيان ان "الاتفاق جزء طبيعي نت العلاقة بيننا ويسمح لنا بمواصلة العمل معا بشكل وثيق لمواجهة التحديات الامنية داخل كولومبيا". وتؤكد واشنطن ان الاتفاق يقضي باستخدام القواعد الكولومبية فقط -- ثلاث قواعد جوية وقاعدتان للبحرية وقاعدتان لسلاح البر -- ولن يؤدي الى انشاء قواعد اميركية على ارض اميركا الجنوبية كما يخشى عديدون. وكان الاعلان عن توقيع الاتفاق اثار في تموز/يوليو وآب/اغسطس ازمة اقليمية ادت الى انعقاد قمة لاتحاد دول اميركا الجنوبية (اوناسور) في 28 آب/اغسطس. وكانت الدول الاعضاء رأت ان وجود قوات اجنبية في المنطقة يجب الا يؤثر باي شكل من الاشكال على "سيادتها" و"سلامتها". وتخشى الدول المجاورة لكولومبيا وخصوصا فنزويلا والاكوادور حصول عمليات تستهدفها انطلاقا من الاراضي الكولومبية وخصوصا في الاستخبارات وهذا ما تنفيه واشنطن. وتؤكد بوغوتا ان الاتفاق يمدد التعاون القائم اصلا في اطار "خطة كولومبيا" لمكافحة المتمردين وتهريب المخدرات الذي تلقت كولومبيا بموجبه حوالى 5.5 مليارات دولار من المساعدات الاميركية منذ العام 2000.