تضاربت تصريحات المسؤولين في الخارجية العراقية أمس في قضية التفجيرات التي راح ضحيتها المئات، وفيما وجه الوزير هوشيار زيباري اتهاماً صريحاً الى سورية بالتورط فيها، رفض وكيل الوزارة لبيد عباوي اتهام دمشق «او أي دولة أخرى». وبينما ساد الغموض ظروف اغتيال ضابط عراقي كبير ارتبط إسمه بالتحقيقات في التفجيرات الأخيرة في مكتبه امس، توقع ممثل للمرجع الشيعي علي السيستاني، وجنرال أميركي تصعيد الهجمات قبل الانتخابات. الى ذلك، واصل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو جولته في المدن العراقية،وافتتح أمس قنصلية في البصرة، وانتقل إلى أربيل، في أول زيارة لمسؤول تركي على هذا المستوى لعاصمة إقليم كردستان، حيث التقى رئيس الإقليم مسعود بارزاني، ويزور الموصل اليوم. وكان زيباري قال في حوار مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» ان لدى حكومته «أدلة قاطعة وملموسة على وجود دور سوري في التفجيرات». ودعا الاممالمتحدة الى «التحقيق»، متهماً «الاشخاص أنفسهم الذين كانوا وراء تفجيرات الأبعاء الدامي بتنفيذ مجزرة الأحد». لكن عباوي اكد ل «الحياة» ان «الحكومة ما زالت على موقفها في عدم اتهام سورية أو اي دولة أخرى، وتنتظر إجراء تحقيق دولي يكشف الجهات المتورطة «. وقال: «سنقدم كل الأدلة التي في حوزتنا الى مبعوث الاممالمتحدة، ونوفر له التسهيلات اللازمة لانجاح مهمته. وننتظر النتائج لانها وحدها ستكشف الجهات المتورطة بالتفجيرات». ويتطلع مسؤولون عراقيون، على ما قال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، النائب الكردي عبد الباري زيباري إلى ان يطاول «التحقيق» مجمل العمليات الإرهابية التي تعرض لها العراق» باعتبارها «جرائم ضد الانسانية»، بدلاً من تشكيل محكمة للنظر في هجمات 19 آب (أغسطس) وحدها. وكانت هذه القضية جوهر الخلاف بين هيئة الرئاسة، ورئيس الحكومة نوري المالكي الذي أصر على طلبه التحقيق في هجمات الأربعاء. الى ذلك، حذر ممثل السيستاني في كربلاء عبد المهدي الكربلائي من تدهور الاوضاع الامنية، مع اقتراب موعد الانتخابات. وقال في خطبة الجمعة: «مع تكرار التفجيرات بالاسلوب ذاته وفي المربع الامني ذاته، لا بد من مراجعة شاملة ودقيقة للخطة الامنية المطبقة في بغداد». وساد الغموض ملابسات اغتيال ضابط كبير في وزارة الداخلية، قالت مصادر انه يعمل مع فريق التحقيق في التفجيرات الاخيرة، لكن الناطق باسم العمليات في بغداد قاسم عطا نفى ذلك ، مثلما نفى مقتله بتبادل نار «عرضي»، من دون توضيح المزيد من التفاصيل. تزامن ذلك مع تحذير الجيش الاميركي من زيادة الهجمات في العراق قبل اجراء الانتخابات. وتوقع نائب القائد العام للعمليات الميجور جنرال جون. د. جونسون (أ ف ب) استقرار الوضع الامني بحلول منتصف العام المقبل، لكنه اكد ان العنف بدافع سياسي في محاولة للتأثير في تشكيل الحكومة المقبلة «مصدر قلق». على صعيد آخر، افتتح داود اوغلو يرافقه وزير التجارة ظافر جاغلايان و70 رجل أعمال قنصلية في الموصل، وانتقل إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان. وقالت مصادر انه سيبحث مع المسؤولين الأكراد في اعادة 1500 من كوادر وقياديي حزب «العمال الكردستاني» الموجودين في الإقليم الى تركيا.