«رجل جادّ» اخراج: الاخوان كون - تمثيل: مايكل ستولبارغ - ريتشارد كند يبدو أن وتيرة تحقيق الأخوين كون لأفلامهما تتسارع، بمعنى ان فوز فيلمهما الرائع «ليس هذا وطناً للعجائز» بالأوسكار قبل عامين لم يحلهما الى الكسل. إذ ها هو ثاني فيلم يحققانه خلال عامين. وها هو هذا الفيلم يعتبر واحداً من أكثر أفلامهما قوة وتقشفاً في الوقت نفسه. «رجل جادّ» حققه السينمائيان الأميركيان الطليعيان، من دون نجوم ومن دون استعراضية أو ابهار، ومع كثير من الالتباس في موضوعه الذي يدور من حول رجل يهودي يجد فجأة كل ما حوله وفي حياته ينهار، من دون سبب واضح: بما في ذلك حياته العملية (ترقية في مهنته كمدرس جامعي) والعائلية (زوجته تخونه، ولداه يضيعان، اخوه ينهار)... وهو في محاولة منه للتصدي لهذا النحس المباغت يلجأ الى ثلاثة من رجال الدين... لكنه لا يجد عندهم جواباً. } «الرجل الذي كان يحدق في الماعز» اخراج: غرانت هسلوف - تمثيل: جورج كلوني، جف بريدجز من فاتته قراءة اسم مخرج هذا الفيلم في عناوينه، سيخيل اليه وهو يشاهده، انه في صدد فيلم للأخوين كون: النمط نفسه من الشخصيات، المسرح الأسود نفسه، والممثلون المعتادون أنفسهم، إذ نعرف ان كلوني يمثل في كثير من أفلام الأخوين، كما ان بريدجز مر في مهنته على فيلم أو أكثر لهما. الفيلم كوميدي يتجول بين عالم الصحافة والتجسس وعلم النفس، من حول حكاية تتعلق بما يدعى «جيش الأرض الجديدة»، وهي فرقة سرية في الجيش الأميركي غايتها استكشاف أسلحة جديدة للحروب تقوم على أبعاد سيكولوجية، جاعلة من ميدان تحركها العراق وحربه. خلق طرافة الموضوع - ودائماً على النمط الذي اشتهر به الاخوان كون - هناك نظرة حادة الى ما آلت اليه أوضاع العالم ولؤم العالم في أيامنا هذه. } «جسد جنيفر» اخراج: كارين كوزاما - تمثيل: ميغان فوكس، أماندا سيفرد سيئة الحظ مخرجة هذا الفيلم. والسبب ان اسمها يكاد يختفي خلف اسمين لامرأتين أخريين شاركتا فيه: أولاهما ممثلته الشابة الحسناء ميغان فوكس، والثانية كاتبة السيناريو ديا بلوكودي. الأولى لأنها رائعة الجمال. والثانية لأنها سبق أن كتبت السيناريو لواحد من أكثر أفلام «المراهقات» نجاحاً في السينما الأميركية الحديثة: «جونو» الفيلم الجديد يدور بدوره في عالم الكليات الثانوية، وعالم العلاقات بين الصبايا والشبان. ومرة أخرى يغوص السيناريو عميقاً في تصويره لحياة هؤلاء بصراعاتها وصراحتها ولؤمها. قد لا يبدو الفيلم - منذ الآن - مرشحاً لأية أوسكارات، ولا حتى لكاتبته... لكنه مرشح للنجاح لدى الأجيال الجديدة من المتفرجين الذين كان لهم الفضل في نجاح «جونو». } «اليس في بلاد العجائب» اخراج: تيم بورتون - تمثيل: جوني ديب، هيلين كارتر يوهان ليست هذه، المرة الأولى التي تقتبس فيها السينما الكبيرة رواية لويس كارول الشهيرة، مباشرة (في ما لا يقل عن عشرة أفلام عالمية) وبشكل غير مباشر (حتى بولانسكي اقتبس الرواية وعصرنها في «ماذا؟»... ولكن حين يضع تيم بورتون (صاحب «سليبي هالو» و «تشارلي ومصنع الشوكولا» و «السمكة الكبيرة») على موضوع كهذا ويختار لبطله المعتاد جوني ديب زينة وثياباً مدهشة، جاعلاً من الفيلم كله أشبه بحكاية جن طافحة بالديكورات والألوان، يصبح للحكاية كلها طعم آخر... أقل ما يمكن ان يقال عنه انه طعم له بعد بصري سيكتشف مشاهدوه، أنه شيء نادر ربما لم يسبق له مثيل في تاريخ الفن السابع. بعد هذا هل يهم حقاً، أن يكون نصف سكان الأرض، على الأقل، يعرفون الحكاية؟