واشنطن، جامو (كشمير) - يو بي أي، رويترز - قال مسؤولون أميركيون وباكستانيون إن الولاياتالمتحدة دفعت سراً مئات الملايين من الدولارات لتسليح القوات الباكستانية وتجهيزها، خلال الأشهر الأخيرة. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين كبار وآخرين باكستانيين أنه على رغم أن الحكومة الباكستانية تحاول التخفيف من أهمية الدور الأميركي في العمليات العسكرية الجارية في المناطق التي تسيطر عليها حركة «طالبان» على الحدود مع أفغانستان، إلا أن الولاياتالمتحدة دفعت مئات ملايين الدولارات في سبيل تسليح القوات الباكستانية وتجهيزها خلال الأشهر الأخيرة. وأفادت الصحيفة أن طائرات الاستطلاع الأميركية تزوّد القادة الباكستانيين العسكريين على الأرض بالصور والمعلومات المتعلقة بالأهداف، مضيفة أن عدد جنود القوات الأميركية الخاصة وقوات الدعم التي تقوم بتدريب وإرشاد الجيش الباكستاني، تضاعف خلال الأشهر الثمانية الأخيرة إلى أكثر من 150. وأشارت إلى أن الدعم الأميركي المتزايد في مساعدة قدرات القوات الباكستانية في مكافحتها ل «الإرهاب» وتعزيزها يتزامن مع الجدل القائم في الإدارة الأميركية حول زيادة عديد قواتها في أفغانستان. كما وتأتي في الوقت الذي تتسع هجمات حركة «طالبان» في المدن الباكستانية. وأوردت الصحيفة إنه في ظل تشديد المسؤولين الباكستانيين على مدى تعقد العلاقة بين الحلفاء فإنهم لا يحبّذون الإعلان عن المساعدات بسبب المشاعر المناهضة لأميركا في باكستان، وهم أعربوا سراً عن إحباطهم بشأن طريقة وأنواع المساعدات التي تبلغ قيمتها 1.5 بليون دولار هذا العام. ولفتت إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تدخل لتسريع عملية إرسال 10 مروحيات من طراز «ام أي 17» المصنعة في روسيا، إلى باكستان وذلك بناء لطلب من رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال أشفق برويز كياني ووصل منها 4 إلى باكستان في حزيران (يونيو) الماضي، والباقية ارسلت لاحقاً. ولفتت الصحيفة إلى أن وزارة الدفاع الأميركية قدمت هذا العام وحده ما قيمته 500 مليون دولار كمساعدات للجيش الباكستاني، كما زادت برامجها المتعلقة بجلب الضباط العسكريين الباكستانيين إلى واشنطن لتدريبهم وخصوصاً على سبل مكافحة «الإرهاب». على صعيد آخر، قال مسؤول عسكري هندي إن نيودلهي ستسحب حوالى 15 الف جندي من جامو وكشمير في خطوة تهدف الى تعزيز احتمالات إجراء محادثات سلام مع الجماعات الانفصالية في المنطقة المتنازع عليها. وواجهت الهند ضغوطاً دولية في الأشهر الأخيرة لخفض حدة التوترات على امتداد حدودها مع باكستان بخاصة في كشمير ليتسنى لإسلام آباد أن تركز على قتال «طالبان» على حدودها الغربية مع افغانستان. لكن محللين عسكريين قالوا إن الخفض المحدود في عدد القوات في منطقة جامو مرتبط بالجهود الجارية لاستئناف المحادثات مع تحالف مؤتمر حرية كل الأحزاب الانفصالي بكشمير اكثر من ارتباطه بمحاولات مد يد السلام لباكستان. وحض الانفصاليون الكشميريون نيودلهي على سحب كل قواتها والإفراج عن السجناء ووقف انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة بعد أن عرضت الحكومة الهندية استئناف المحادثات هذا الشهر لإنهاء تمرد مستمر منذ عقدين. وقال ناطق باسم الجيش إنه يجرى سحب احدى فرق الجيش على مراحل منذ ايلول (سبتمبر) الماضي، من منطقتي راجوري وبونتش الحدوديتين نظراً الى تحسن الوضع الأمني. ولم يتضح بعد هل كانت هذه القوات منتشرة على الحدود ام كانت مكلفة بمهمات تتصل بالأمن الداخلي. وقال الليوتنانت كولونيل بيبلاب ناث ان «تعديل وإعادة توزيع القوات يخضع لمراجعات أمنية وتقييم دوري للوضع على الأرض» والقوات الجاري سحبها توجد في منطقة جامو وليس في وادي كشمير الذي يعتبر مركز التمرد. والعنف الآن في أدنى مستوياته في كشمير منذ تفجر تمرد انفصالي ضد الحكم الهندي للمنطقة عام 1989 لكن المسؤولين يقولون إن «تسلل» متشددين من باكستان ازداد في الأشهر القليلة الماضية. وكانت الهند سحبت حوالى اربعة آلاف جندي من حدودها مع باكستان في كشمير في آذار (مارس) الماضي. ويعتقد أن الهند تنشر في كشمير حوالى نصف مليون من أفراد الأمن.