اعترف نجم كرة التنس الأميركي أندريه أغاسي الذي اعتزل عام 2006، انه تعاطى المخدرات وخضع لكشف طبي جاءت نتائجه ايجابية عام 1997 وانه كذب على السلطات الرياضية بقصد تجنب عقوبة الإيقاف، وذلك في كتاب عن سيرته الذاتية والتي نشرت منه صحيفة "تايمز" اللندنية مقتطافات الأربعاء. وأكد اغاسي الذي أحرز خلال مسيرته 60 لقباً منها 8 ألقاب في البطولات الأربع الكبرى "غران شيليم" في غضون 20 عاماً, وأمضى 101 أسبوعاً متصدراً التصنيف العالمي, انه كان يتناول أقراص مخدرة تبعث الغبطة في الوقت الذي كان فيه يعاني انخفاضاً كبيراً في مستواه، وكان يشكك بزواجه من الممثلة بروك شيلتز. وكشف أغاسي (39 سنة) أيضاً انه كان يكره في الخفاء لعب التنس ونشأ بخوف تحت رعاية أب عنيف. ونجح أغاسي الذي خضع حينذاك إلى فحص للكشف عن المنشطات جاء نتيجته إيجابية, بالتحايل على رابطة اللاعبين المحترفين وتجنب عقوبة كانت ستؤثر كثيراً على مسيرته الاحترافية. وأكد: "بعثت برسالة إلى رابطة اللاعبين المحترفين جاء فيها أن "سليم" وهو مدمن على المخدرات وكان يمزج دائما مادة "ميث" بالمشروبات الغازية, وهذه كانت حقيقة. لكني أضفت (بالرسالة الى الرابطة) أني تناولتها من طريق الخطأ", مضيفاً "لقد شعرت بالخجل بالطبع, واتخذت قراراً بأن يكون ذلك نهاية المطاف". وقد قررت رابطة اللاعبين المحترفين طوي هذا الملف. وتراجع موقع أغاسي في الترتيب العالمي إلى المركز 141 عام 1997 ثم تمكن من استعاده مستواه وصعوده مجدداً بين اللاعبين العشرة الأوائل في العام التالي. وفي عام 1999 وبعد فوزه ببطولة الولايات المفتوحة، تمكن أغاسي من التربع على صدارة التصنيف العالمي مجدداً. وكان أغاسي خسر الأحد الماضي أمام مواطنه النجم السابق أيضاً بيت سامبراس (38 سنة) في مباراة استعراضية أقيمت في ماكاو، 6-3 و3-6 و8-10. وهو اللقاء الأول بين النجمين المعتزلين منذ 7 سنوات. وسبق أن تواجها 34 مرة. ولعل هذا الإعتراف هو "نقيض" الصورة الذي يظهر فيها أغاسي، رجل أعمال ناجح وصاحب مشاريع رعائية خيرية, تزوج مع النجمة الألمانية السابقة شتيفي غراف عام 2001 وله منها ولدين جادن جيل (7 سنوات) وجاز ايل (5 سنوات). اعتزل أغاسي عام 2006 ويعيش سعيداً مع غراف، لكنه لم يبتعد عن مواصلة التحدي وعيش الحياة الضاغطة لكن في إطار آخر، يستمتع فيه بالعطاء وإنجاز المشاريع المثمرة المجزية، وبلورة أحلام وابتكارات تنمو وتتسع وتنتشر. واختار الألمان زيجة غراف وأغاسي كأنجح زيجة بين المشاهير حتى الآن. وحظي الزوجان الرياضيان السعيدان على 50 في المئة من أصوات الألمان والنمسويين الذين شملهم الاستفتاء. وأشارت المحللة النفسية ليزا فيشباخ الى عاملين أساسيين يسهمان في نجاح زيجات المشاهير، الأول هو تساوي الطرفين في الشهرة والنتائج المحققة، والعامل الثاني هو الحب. وأكدت أن هذين العاملين "يلعبان دوراً كبيراً في نجاح زواج شتيفي وأندريه". "سلام داخلي" في بطولة الولاياتالمتحدة المفتوحة على ملاعب فلاشينغ ميدوز، أعلن أغاسي اعتزاله في صيف 2006 بعدما خسر في الدور الثالث أمام الالماني بنيامين بيكر. وللمفارقة، كانت المرة الأولى التي يحتفل بها عقب الخسارة، إذ احتفى مع عائلته وأصدقائه في نيويورك بدخول حياة جديدة، لكنه لم يتخل عن رصيده الغني بالألقاب ومسيرته الحافلة بالمشاعر والانفعالات. يومها اعترف قي قرارة نفسه على الأقل، بأنه "استعاد حريته" وولج "سلاماً داخلياً"، بعدما "أكملتُ معركتي حتى النهاية في ساحة المنافسة، وكنت صادقاً مع نفسي والآخرين إذ توقفت لما فرغت بطارياتي، ولم يعد هناك طائل من شحنها مجدداً". لا يغيب أغاسي عن مباريات استعراضية أو مناسبات احتفالية وترويجية، وتواجد أخيراً ونصفه الآخر في ويمبلدون فخاضا مباراة استعراضية مع البريطاني تيم هينمان والبلجيكية كيم كلييسترز ضمن مراسم افتتاح الملعب الرئيس الجديد بسقفه المتحرك في نادي عموم إنكلترا. في يومياته "الروتينية" العائلية عموماً، يهتم أغاسي بولديه ويلازمهما في أوقات لم يكن متاحاً له فيها التفرغ لهما في السابق ومقاسمتهما ساعات المرح والتسلية. يوصلهما الى المدرسة، ثم يزاول الرياضة الصباحية لمدة ساعة مع زوجته شتيفي، ويتابع أعماله وأحوال الأكاديمية التربوية التي تحمل اسمه، المخصصة للأولاد المحرومين، إلى إشرافه على الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي يرعاها. ولا يزال أغاسي يتلقى اتصالات من زملاء الميدان، ويلتقي لاعبين من "مجايليه" أمثال: الأرمينيي سركيس سركيسيان "جاره" في لاس فيغاس، الأستراليان مارك فيليبوسيس وليتون هويت، مواطنه اندي روديك الذي أهدى ولديه ألعاباً لمناسبة أعياد نهاية العام، فضلاً عن لقائه أصدقاء آخرين في الدورات والمباريات الخيرية التي يخوضها، ومنهم مواطنه جيمس بلايك والتشلياني مارتشيللو ريوس. ويوم أعلن عن لقاء "العملاقين" أغاسي وسامبراس استعراضياً في 25 تشرين الأول (أكتوبر)، وهو الأول بينهما منذ نهائي بطولة أميركا المفتوحة عام 2002، قال سامبراس: "أنا متحمس للقاء أغاسي مجدداً. عندما يسألني الناس عن أقوى منافس لي أجيبهم دائماً: أندريه. كانت المباريات بيننا تنافسية للغاية". ويسخر أغاسي من حاله الفنية بعد الاعتزال وابتعاده عن المباريات الدورية، كاشفاً على راحة يده اليمنى التي أصبحت ملساء لندرة إمساكه بالمضرب! عقارات وتصاميم غير ان التحديات السابقة لم تفارقه، ويكشف أغاسي أنه كان يستمتع بها أكثر من استمتاعه في المباريات وحصد الانتصارات. ويعني بها التدريب والتحضير للدورات وما يترافق مع ضغط وتركيز وتخطيط. صحيح انه لم يعد يشعر بها من ناحية آثارها البدنية، لكن حال الاستعداد والحضور لم تختلف، خصوصاً أن وتيرة الجهوزية ذاتها بالنسبة إلى متابعة تفاصيل مشاريعه المتشعبة والمتنوعة. عام 2007، أنجز أغاسي القسم الأول من منتجع "تاماراك ريزورت" المجمع العقاري في دونللي (ايداهو). ويضم 125 شقة واسعة فخمة، وبيعت كلها فبلغت الواردات 140 مليون دولار. أغاسي المالك الأساس، شريك أيضاً مع شيف مطبخ موهوب في سلسلة مطاعم راقية في لاس فيغاس (مسقط رأسه) وجنوب كاليفورنيا والمكسيك. وأطلق وشتيفي ماركة خاصة بتصاميم الأثاث بالتعاون مع شركة كرايس. ويوضح أن فكرتها ولدت صدفة وتبلورت، "فعندما كنا نشتري بعض الأثاث من كرايس كنا نجري عليه تعديلات ففكرنا في تطوير هذا الخطوة". وباشر أغاسي منذ شهور ورشاً ثلاثاً في منتجع تاماراك خاصة بالمطعم والأثاث ونادي التربية البدنية، لتحويله مرفقاً لكل الفصول ترتاده العائلة وتستفيد من خدماته كل دقيقة: الاسترخاء والراحة والاستمتاع والتسلية. ويحتوي على مدارج للتزلج ومرجاً للغولف، موضحاً أن الصبغة الرياضية لا بد منها، و"علينا تحفيز الأميركيين على الرياضة أكثر، الإعداد البدني طقس يومي من الضروري اعتماده، إذ إن نسبة 14 في المئة فقط من الأميركيين تزاول الرياضة دورياً. ومن خلال برنامج نعده مع الاختصاصي جيل رييس سننتج معدات للياقة البدنية ترغب مقتنيها باستعمالها. وسنوزع هذا الإنتاج في أميركا كلها انطلاقاً من تاماراك، إذ يمكن شراء هذه المعدات عبر الإنترنت، من خلال خدمة خاصة مع شبكة "أميركا أون لاين" ومطلقها ستيف كايسي، كما أن فكرة المنتجع ستنتقل إلى كوستاريكا". غير أن أكثر ما يسعد أغاسي حالياً، الوقت الذي يمضيه مع الأولاد في مدرسته الخيرية التي اعتمدت منهاجاً مميزاً ضمن النظام التربوي الأميركي، ومراكز الرعاية. وفي هذا الصدد يعلق النجم الأميركي: "أردت أن أمنح أملاً ومستقبلاً باسماً لمن لا أمل لهم، وإيجاد أمكنة يحققون فيها ذاتهم وينطلقون في الحياة أفراداً صالحين وناشطين. انه أفضل خيار سلكته، وما أحققه بفضلها أغلى من أي فوز أحرزته". لا مكان لليأس تستقبلك صورة مارتن لوثر كينغ في صدر الردهة الرئيسة لأكاديمية أغاسي التي أنشأها عام 2001، وعبارة رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل الشهيرة "لا تيأس أبداً أبداً". وهي رسالة موجهة إلى الأولاد ال530 التي تضمهم الأكاديمية، لتكون نبراساً في حياتهم، وحيث يتلقون تعليمهم. ويوضح أغاسي أن سلطات ولاية كاليفورنيا تسهم بمبلغ 5200 دولار لتعليم كل تلميذ، بينما معدل الكلفة السنوية 8000 دولار. وفي البداية كانت المدرسة ابتدائية، ثم أبرمت إدارتها عقد تعاون مع الولاية لجعلها مؤسسة خيرية، وتزيد صفوفها سنة بعد أخرى. وبإمكانها استيعاب 650 طالباً حتى الصفوف الثانوية. هكذا تقدّم ولاية كاليفورنيا نصف التكاليف، ويتكفل بالباقي صندوق التبرعات المرتبط بمؤسسة أندريه أغاسي الخيرية التي تأسست عام 1994. وقد جمع أكثر من 60 مليون دولار، ويمول أيضاً أنشطة جمعيات عدة منها واحدة تنظم برامج رياضية وتربوية وترفيهية لأكثر من 2000 فتى وفتاة، وملجأ للأولاد الذين يعانون من سوء المعاملة. وتنظم مؤسسة أغاسي حفلات تحضرها شخصيات ونجوم، وكان مردود إحداها 8.6 ملايين دولار.