لاقت تقليعة الشماغ رواجاً كبيراً في أوساط الفتيات السعوديات، خصوصاً طالبات المدارس والجامعات، إضافة إلى بعض المعلمات أيضاً، وإن كانت هذه «الموضة» لم تكن مقصورة على الظهور في شكل ربطة تزين العنق، إذ تمددت لتطال معظم الكماليات الأنثوية من عباءة، وحقيبة يد، وإكسسوارات، وطلاء أظافر، وكذلك أغطية جوالات. وعلى رغم أن هدى سالم ترى أن الشماغ «موضة جذابة، مثلها مثل بقية صيحات الموضة، ستأخذ وقتها وتنتهي»، إلا أن منى محمد تؤكد «أثرها السلبي على الفتيات»، موضحة «الشماغ يعزز من ظاهرة انتشار الفتيات المُسترجلات، واللاتي يطلقن عليهن «البويات»، بين طالبات المدارس والجامعات، وهن الفتيات المتشبهات بالأولاد في المظهر والسلوك». ولا تقتنع سارة هاشم، بموضة الشماغ، وتعترف بأنها «مُنفرة، بسبب انتشارها في الغرب أولاً بين أوساط المغنيات»، فيما تبدي سماهر أحمد، إعجابها بتعدد «ألوان الشماغ»، التي تسمح لها بانتقاء «ما يناسب لباسها اليومي في المدرسة وخارجها، فهناك الأسود، والأزرق، والوردي، والأصفر، والبنفسجي»، مؤكدة بأن الأخير «يلقى رواجاً أكبر» بين طالبات مدرستها المتوسطة. وحول موقف إدارة المدرسة، تذكر سارة أنه «في البداية لم تتقبل الإدارة هذه الموضة، كما تولت الإداريات نزعه بالقوة، أما الآن، فبعض المعلمات يرتدينه أيضاً». وتفاوتت ردود فعل رجال الدين حيال هذه الموضة، ففيما يعدها بعضهم «حراماً، وتشبهاً بالرجال»، مثل عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المطلق، أكد آخرون «حليتها، لأن الأصل في اللباس حليته»، وأجاز الأستاذ المساعد في قسم الفقه في كلية الشريعة في جامعة القصيم الشيخ خالد عبدالله المصلح، في فتوى نشرها عبر موقعه الإلكتروني ارتداء الفتيات الشماغ، وقال: «هذا النوع من الشالات التي بلون الشماغ، لا يظهر لي أن فيها حرجاً؛ لأن الأصل في اللباس الحل، إلا ما ورد النص بتحريمه، وليس في هذا النوع ما يوجب التحريم والمنع».