شهدت مدن عدة في جنوب اليمن امس مسيرات احتجاج جديدة للمطالبة بالافراج عن ناشطين جنوبيين معتقلين وب «حق تقرير المصير» للجنوب، في حين أصدرت محكمة متخصصة في قضايا الارهاب أحكاماً بالإعدام على اربعة من عناصر التمرد «الحوثي» على خلفية مشاركتهم في مواجهات مع القوات اليمنية في شمال شرقي صنعاء العام الماضي. وشارك آلاف اليمنيين في مسيرات نظمت في مدن الضالع وجعار والحوطة والحبيلين ويافع في الجنوب، تحولت لاحقاً الى مهرجانات خطابية طالبت بالافراج عن معتقلي «الحراك الجنوبي»، وهو الاسم الذي يطلق على الحركة الاحتجاجية الجنوبية التي باتت تجاهر بطلب الانفصال عن الشمال و ب «حق تقرير المصير». وجرى معظم التظاهرات بهدوء، لكن الشرطة تدخلت في مدينة الحوطة (عاصمة محافظة لحج) واستخدمت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، واعتقلت خمسة منهم. في غضون ذلك عقدت محكمة البدايات الجزائية اليمنية جلسة محاكمة للقيادي في «الحراك الجنوبي» والسفير السابق قاسم عسكر الذي اتهم اجهزة الامن بدس وثائق في ملف التحقيق معه. ونفى عسكر التهم التي وجهت اليه، وهي خصوصاً المساس بوحدة اليمن والعمل على انفصال الجنوب، وقال «ان كل الاتهامات التي وردت ضدي ملفقة لانها لا تتسق مع ما نقوم به من عمل سلمي من اجل المطالب الحقوقية للجنوبيين». وحددت جلسة المرافعة الختامية في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. من جهة ثانية، أصدرت المحكمة الابتدائية الجزائية احكاماً بالاعدام على اربعة متمردين «حوثيين» على خلفية مشاركتهم في مواجهات مع القوات اليمنية في بني حشيش في شمال شرقي صنعاء عام 2008، وقضت ايضاً بسجن 11 آخرين لفترات تراوح بين خمس سنوات و12 سنة مع الافراج عن متهم سادس عشر حكم عليه بمدة السجن التي امضاها. والمحكومون يشكلون المجموعة الخامسة من بين مجموعات تضم حوالى 190 شخصاً تتم محاكمتهم على دفعات بتهمة المشاركة في التمرد والمواجهات المسلحة. على صعيد آخر، أكد وزير الاعلام الناطق باسم الحكومة حسن أحمد اللوزي أن الأجهزة الأمنية تحقق مع خمسة إيرانيين ضبطوا على متن سفينة في البحر الأحمر، من دون ان يشير الى وجود اسلحة وذخائر على متنها. وكان التلفزيون الايراني (أ ف ب) نقل امس عن مصادر نفيها المعلومات عن ضبط سفينة ايرانية قبالة السواحل اليمنية تنقل اسلحة الى «الحوثيين»، ووصفها بأنها «فبركات اعلامية». وذكرت مصادر يمنية اول من امس ان قوات خفر السواحل اليمنية ضبطت سفينة محملة بأسلحة وذخائر وانها تحقق مع طاقمها المؤلف من خمسة ايرانيين وهندي. وفي لوكسمبورغ (رويترز)، أبدى وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي «قلقهم البالغ» من تدهور الوضع الامني والسياسي والاقتصادي في اليمن، واكدوا في بيان «تأييدهم يمناً موحداً ومستقراً وديموقراطياً ومزدهراً».