اقتحمت قوات خاصة من الجيش الجزائري أمس، مبنىً في قلب مدينة باتنة (400 كلم شرق العاصمة) بعد أن أُشيع أن مسلحاً واحداً على الأقل تسلل إليها. وحاصر الجيش المبنى والحي الذي يقع فيه طوال ليل أول من أمس، ثم نفذ عملية الاقتحام أمس، بعد التأكد من خلوه من السكان وعدم وجود رهائن، لتنتهي العملية بانسحاب الحكومية من دون أية نتيجة. ولم تعثر القوات الخاصة على أي مسلح بعد تمشيط دقيق للمكان، فيما تضاربت الأنباء حول احتمال فرار مجموعة مسلحة من 3 أشخاص إلى جهة مجهولة وبين أن الأمر مجرد بلاغ كاذب. وكانت عناصر الدرك (قوى الأمن) فرضت الحصار قبل وصول مدرعات الجيش، فأغلقت حي «بوزغاية» وسط باتنة ومنعت الحركة فيه. وأفاد مصدر أمني بأن عملية الاقتحام تأخرت «بسبب محاولة قوى الأمن معرفة ما إذا كان يوجد مسلح واحد أو 3 في المبنى ونوع الأسلحة التي يحملونها». وذكر شهود وفق معلومات غير مؤكدة من جانب الجهات الرسمية، أن «قوات الأمن المشتركة (جيش ودرك) حاصرت مبنى قرب مسجد عمر بن عبد العزيز في حي بوزغاية في باتنة بعد رصد ما لا يقل عن 3 مشتبه بهم ترجلوا من سيارة كانت تقلّهم وتوجهوا إلى المسجد ثم إلى المبنى الذي حوصر في ما بعد». وروى شهود آخرون أن بعض العائلات لم تتمكن من دخول منازلها بعد منع قوات الأمن والدرك الوطني الدخول والخروج من المبنى. وقطعت القوات الحكومية الكهرباء والغاز عن المبنى الذي يضم 6 طوابق وأجلت سكانه استباقاً لعملية الاقتحام. واستمرت العملية حتى وقت متأخر من يوم أمس، فيما مُنع الصحافيون من الاقتراب من المكان. وتعرّف الجيش مبدئياً إلى أحد الإرهابيين المشتبه فيهم وتأكد من هويته. على صعيد آخر، نُقلت أمس، جثة السائح الفرنسي ايرفي غوردال (55 سنة) الذي اغتالته مجموعة «جند الخلافة» الإرهابية في ولاية تيزي وزو أواخر شهر أيلول (سبتمبر) الماضي إلى فرنسا. وحضر مراسم نقل الجثمان في قاعة الشرف في مطار هواري بومدين الدولي كوادر وزارة الخارجية والسفير الفرنسي لدى الجزائر برنار إيمييه الذي أشاد بالمجهود الذي بذلته السلطات الجزائرية للعثور على الجثة.