رام الله, فلسطين, 27 تشرين الأول-أكتوبر (يو بي أي) -- نفت السلطة الفلسطينية اليوم الثلاثاء، أنباء إسرائيلية عن عزم الرئيس الفلسطيني محمود عباس تقديم استقالته، فيما اعتبر مسؤول مقرب منه ان الحديث عن نيته عدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة سابق لأوانه. وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية غسان الخطيب ليونايتد برس انترناشونال إن رئاسة السلطة الفلسطينية نفت الأنباء الإسرائيلية التي تحدثت عن نية عباس الاستقالة من منصبه وعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ولفت إلى أن أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم أمين أصدر تصريحاً رسمياً ينفي صحة ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية من أنباء حول نية الرئيس محمود عباس تقديم استقالته. واعتبر أن "هذه الأخبار تأتي في سياق حملة إسرائيلية منظمة للمس بمكانة الرئيس الفلسطيني والحكومة الفلسطينية والسلطة الفلسطينية كجزء من حرب نفسية وإعلامية إسرائيلية مستمرة منذ مدة طويلة". وكان الطيب عبد الرحيم اعتبر في تصريح له نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" ما أعلنته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية حول استقالة الرئيس عباس "بأن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة ومحاولة لإحداث بلبلة وارتباك في الساحة الفلسطينية". وقال إن هذه الأنباء تأتي "من باب الحملة الإسرائيلية التي تشن ضد الرئيس محمود عباس للتهرب من الالتزامات المطلوبة من الجانب الإسرائيلي وفق خارطة الطريق، وفي مقدمتها وقف الاستيطان وتحديد مرجعية واضحة لعملية السلام أساسها الانسحاب لحدود الرابع من حزيران عام 1967، وللتشكيك بوجود شريك فلسطيني". وأكد الأمين العام للرئاسة أن المكالمة التي جرت بين الرئيس محمود عباس والرئيس أوباما كانت "مكالمة دافئة وودية وصريحة"، أكد فيها المطالب الفلسطينية بأن عودة المفاوضات تستلزم أول ما تستلزم ضرورة تنفيذ إسرائيل للالتزامات المترتبة عليها في خارطة الطريق وفي مقدمتها وقف الاستيطان في كل الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس، والإقرار بحل الدولتين على أساس دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 67 إلى جانب دولة إسرائيل. وحول ما تردد عن احتمال تخلي عباس عن الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة (المقررة وفق المرسوم الصادر عنه في الرابع والعشرين من يناير ' كانون اول المقبل) قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه "إن هذا الكلام سابق لأوانه، وأنا لم أسمع أن الرئيس أبو مازن قال إنه لا يعتزم الترشح". وقال عبد ربه في تصريح إذاعي "من الواضح أن من يطلق هذه الإشاعات يريد أن يبيّن وجود عدم استقرار في النظام السياسي الفلسطيني، وأن القيادة الفلسطينية غير قادرة على أن تلبي الحد الأدنى السياسي منها"ز وكانت القناة الإسرائيلية العاشرة وصحف إسرائيلية نقلت عن مصادر مساء أمس أن رئيس السلطة الفلسطينية نقل رسائل إلى البيت الأبيض بموجبها تفيد بأنه يفكر بالاستقالة من منصبه، احتجاجاً على عدم حدوث حراك على عملية السلام. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن عباس أبلغ الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال مكالمتين هاتفيتين منذ نهاية الأسبوع أنه شعر بالملل. ونقلت عن عباس قوله لأوباما "انا لا ادري ماذا تريدون مني(..) أنتم لا تريدون أن أتوجه إلى الانتخابات، لا تريدون أن أشكل حكومة فلسطينية موحدة، تضغطون عليّ ألاّ أوقع على اتفاق مصالحة مع حماس وفي نفس الوقت تعطون إسنادا لنتنياهو لمواصلة سياسته الاستيطانية. على ماذا سأبحث في المفاوضات؟ على كون القدس العاصمة الخالدة لليهود؟". وأضاف عباس حسب الصحيفة الإسرائيلية "سيدي الرئيس، لم اعد استطيع أكثر. أنت، إسرائيل وحتى حماس حشرتموني في الزاوية، لم تتركوا أمامي أي مساحة، نحن يائسون من الوضع". غير أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير المقرب من عباس أكد "أن ما بُحث مع الرئيس أوباما كان يتعلق بالعملية السياسية، ورغبته بأن تسير هذه العملية بشكل فعّال خلال الفترة القريبة القادمة."