أكدت الفوتوغرافية البريطانية اوليفيا آرثر أهمية الترحال لاكتشاف المظاهر الإنسانية المتنوعة في حياة الشعوب حول العالم، «وللعثور على قصص صحافية جديدة لم تكتشف بعد، وكذلك من أجل اكتساب الخبرة الميدانية في ممارسة التصوير الصحافي». وأشارت إلى أنه عندما طلب منها أن تقيم ورشة عمل، حول التصوير الفوتوغرافي للنساء في جدة، «كان رد فعلي مزيجاً من المفاجأة والاهتمام الشديد. فالناس خارج السعودية لا يعرفون الكثير عني، فانتابني فضول للتعرف على المهتمين بفن التصوير، لا سيما النساء منهم. وحين وصلت كانت في انتظاري مفاجأة سارة، إذ وجدت نفسي بين مجموعة من الفتيات اللواتي يعمل بعضهن مصورات محترفات، والبعض الآخر لديه شغف لتعلم هذا الفن». وقالت في حديث حول تجربتها في التصوير الوثائقي، في ملتقى حوار بجدة أخيرا: درست الرياضيات في جامعة أكسفورد، والتصوير الصحافي في كلية لندن ثم انتقلت في عام 2003 إلى دلهي للعمل على مشروع توثيق حياة الأقليات في الهند، وكذلك لتصوير ريبورتاج عن حياة الأمهات في مناطق النزاع المسلح في كشمير. وفي عام 2006 عملت على توثيق حياة الفتيات المهاجرات على طول الحدود بين أوروبا وآسيا، وعرضت هذه الصور في مركز بومبيدو في باريس». واعتبرت اوليفيا، التي تعمل مع وكالة ماغنوم العالمية، أن وظيفة التصوير الوثاثقي توثيق الاحداث المعاصرة، «وليس إعادة اختراع الماضي. يستطيع الفوتوغرافي التعبير عن حياة أفراد وجماعات، وعن قضايا الهوية والهم الإنساني المشترك والاختلافات الثقافية في صورة واحدة». وشرحت لعدد من المهتمين من الجنسين، أسلوبها في التصوير قائلة:«لا أحب التصوير في الشوارع، أحب الاقتراب من الشخصيات التي أرغب في التقاط صورة لها، هذا يعني التعرف عليها وملاحظة برنامجها اليومي والعيش معها ومتابعتها، من دون الاستمرار في حمل الكاميرا والتصوير بشكل عشوائي، يجب أن يكون هناك انسجام بين الفوتوغرافي وموضوع الصورة، قبل الظغط على زر الكاميرا». وعرضت آرثر خلال اللقاء بعض صورها عن السعودية، التي نشرتها في مجلة «نيوزويك»، ويظهر تركيزها على طبيعة النشاط اليومي، ومقاربتها بأسلوب حيادي توثيقي لتكوينات بصرية داخل البيوت وخارجها عبر زوايا غير مألوفة، غايتها الحصول على اللقطة العفوية، التي تسرد حكاية للمتلقي وتضعه في حال تأمل دائم.