تونس - أ ف ب - أعربت الأحزاب المعارضة التونسية التي شاركت في الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأحد عن خيبة أملها من النتائج «التي لم تغيّر شيئاً في المشهد السياسي» بحسب قول بعض اركانها، الا انها تجنبت في الوقت نفسه توجيه انتقادات لاذعة الى هذه النتائج. وفي حين رأى بعضهم أن نتائجها تدل على أن البلاد باتت في حاجة «الى تغيير ديموقراطي حقيقي»، لم يتردد آخرون في الإعراب عن «رضاهم» عن نتائجها التي «احتكمت إلى إرادة الشعب»، بحسب رأيهم. وأظهرت النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية التي نشرت الاثنين فوز الرئيس زين العابدين بن علي الذي يحكم تونس منذ 1987، بحصوله على 89.62 في المئة من الأصوات. ووصف وزير الداخلية بلحاج قاسم الانتخابات بأنها «شفافة ونزيهة». وفي الانتخابات التشريعية، فاز التجمع الدستوري الحاكم ب 161 مقعداً من أصل 214 مقعداً. وكان بن علي وجّه عشية الانتخابات تحذيراً الى المشككين في العملية الانتخابية «من دون تقديم براهين». وقال «لن نسمح بأي تجاوز أو تدليس او تزييف لارادة الشعب، وسنتخذ كل الاجراءات التي يمليها القانون تجاه هذا السلوك اذا ما ثبت وقوعه في العملية الانتخابية». وحصل مرشح حزب الوحدة الشعبية محمد بوشيحة على 5.01 في المئة من الأصوات ومرشح الاتحاد الديموقراطي الوحدوي احمد اينوبلي على 3.80 في المئة ومرشح حركة التجديد احمد ابراهيم على 1.57 في المئة. وقال المعارض ابراهيم مرشح حركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقاً) ان هذه الانتخابات «اكدت أن البلاد في حاجة الى تغيير ديموقراطي حقيقي من أجل تونس أكثر تفتحاً وتعددية». واعتبر ابراهيم ان «المشهد السياسي الحالي لا يبدو مغايراً لسابقه»، الا انه اضاف «لكنني سعيد لأنني تمكنت من القيام بحملة صعبة ولست نادماً على خوض هذه المعركة». من جهتها، رأت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديموقراطي التقدمي في مؤتمر صحافي عقدته الاثنين ان «نتائج الانتخابات لم تبتعد من مربع التسعين المعتاد كما لم تفاجئ احداً». وكان مؤسس الحزب الديموقراطي التقدمي (معارض معترف به) أحمد نجيب الشابي قال في وقت سابق إن هذه الانتخابات «لم تغيّر المشهد السياسي والنتائج كانت محسومة سلفاً والعملية الانتخابية أجريت من دون تشويق». وأعلن المرشح الخاسر بوشيحة القريب من الحكم انه «راضٍ تماماً» عن النسب التي حصل عليها في الانتخابات. أما المرشح أحمد الاينوبلي فقال «قبلنا بالنتائج لأنها تمثل ارادة الشعب» مؤكداً «صدقها و «نزاهتها».