يستمر الحداد الرسمي في لبنان على وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فيما انتقل إلى المملكة العربية السعودية رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة تمام سلام على رأس وفد رسمي وزاري ونيابي لتقديم التعازي باسم الجمهورية اللبنانية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف. كما توجه وفد من قوى «14 آذار» ضم رئيس حزب «الكتائب» الرئيس أمين الجميل ورئيس «كتلة المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة وشخصيات إلى السعودية أمس للتعزية. وكان الجميل أبرق إلى الملك سلمان بن عبد العزيز معزياً، ومتمنياً له التوفيق «في مهماته لما فيه خير الشعب السعودي». وقال الجميل في البرقية إن الملك «كان صديقاً للبنان وأخاً للبنانيين في كل الظروف، ولطالما رفع قضية لبنان ودافع عنها في كل المحافل. ولا ننسى مبادرة السلام التي أطلقها عام 2002 من بيروت والتي تبقى المرجع لكل مسعى لحل القضية الفلسطينية، وكذلك مبادرته الأخيرة الى دعم تسليح الجيش من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في لبنان». وأضاف: «عزاؤنا أن خليفته هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وإلى جانبه ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز». وتوجّه الرئيس نجيب ميقاتي الى السعودية وكذلك رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على رأس وفد من الحزب للغاية نفسها. وكان ميقاتي قدَّم على رأس وفد طرابلسي التعازي في اليوم الأول إلى السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري وأركان السفارة، في قاعة الرئيس رفيق الحريري في مسجد محمد الأمين في قلب بيروت. ودوَّن ميقاتي في سجل التعازي: «نفتقد برحيل الملك عبدالله قائداً عربياً شهماً، وأخاً للبنان ونصيراً للبنانيين والقضايا العربية المحقة». وتقاطرت وفود سياسية وشعبية وروحية وأمنية وعسكرية وإعلامية وفنية، وسط إجراءات أمنية مشددة، إلى مسجد الأمين للتعزية، ومن أبرزها رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط على رأس وفد، نادر الحريري مدير مكتب زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري ووزراء ونواب حاليون وسابقون، والسفير الأميركي ديفيد هيل وقائد الجيش العماد جان قهوجي والمدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود ومفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس وشيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن على رأس وفد كبير من المشايخ. ولفت جنبلاط إلى أن «وفاة الملك خسارة كبيرة لأنني عرفته وحضنني بعد اغتيال والدي (كمال جنبلاط) عام 77»، لافتاً إلى أن «يوم وفاته لحظة حزن، لكن في الوقت نفسه كلام الملك سلمان مطمئن في استمرار الخط الانفتاحي والحواري وبناء المملكة على أسس العلم والانفتاح». وأكد أنه «في كل لحظة وقف مع لبنان ودعمه عسكرياً واقتصاديا ودعم المحكمة الدولية، ولا خوف على العلاقات السعودية-اللبنانية». وذكر النائب نديم الجميل ب «دور السعودية من 30 سنة إلى اليوم في دعمها لبنان»، مطالباً إياها ب «استكمال الدعم والتحاور بين الأديان ودعم سيادة لبنان». وقدم ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان علي بركة على رأس وفد واجب العزاء. وأكد «أن حركة حماس تتمنى النجاح للملك سلمان بن عبد العزيز بما يخدم مصالح الأمة ووحدتها». وعزت عشائر العرب في خلدة برحيل الملك، «الذي تميَّز ببسط يده في فعل الخير، فأعطى لبنان من قلبه، وكان على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين».