قال مسؤولون أميركيون أمس (الجمعة) إن الولاياتالمتحدة أوقفت بعض عمليات مكافحة الإرهاب ضد متشددي «تنظيم القاعدة» في اليمن، في أعقاب سيطرة المقاتلين «الحوثيين» الذين تدعمهم إيران. وقال مسؤولان أمنيان أميركيان إن انهيار الحكومة اليمنية المدعومة من الولاياتالمتحدة الخميس الماضي أصاب حملة الولاياتالمتحدة لمكافحة الإرهاب ب «الشلل»، ومنيت مكافحة واشنطن لتنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب بنكسة كبيرة. وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين آخرين إن توقف العملية يتضمن الهجمات التي تشنها طائرات بلا طيار بشكل مؤقت على الأقل، بعد الاستقالة المفاجئة للرئيس اليمني ورئيس الوزراء ومجلس الوزراء، إثر مخاوف متزايدة من انزلاق اليمن نحو حرب أهلية. وتسلط الخطوة الأميركية الضوء على نكسة أخرى لسياسة باراك أوباما في الشرق الأوسط، وتثير شكوكا حول استراتيجية مكافحة الإرهاب التي اعتمدت على الهجمات التي تشن بطائرات بلا طيار، وشركاء أجانب متقلبين غالباً، لتفادي إرسال قوات برية ضخمة لمحاربة تهديدات المتشددين بعيدا عن الشواطيء الأميركية. وقال السكرتير الصحافي للبيت الأبيض جوش إيرنست إن «الولاياتالمتحدة تريد مواصلة تعاونها الوثيق في مكافحة الإرهاب مع اليمن وملتزمة بمتابعة استراتيجيها هناك»، مشيراً إلى أنه «ليس لدي ما أعلنه حاليا عن أي تغيير في السياسة». وقتلت الولاياتالمتحدة العشرات ممن يشتبه أنهم من مقاتلي تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب في ضربات بطائرات بلا طيار، ويخشى مسؤولون أن تمنح الفوضى المتزايدة التنظيم فرصة أكبر للتخطيط وشن هجمات على أهداف غربية. وقال لورنزو فيدينو مؤلف كتاب «القاعدة في أوروبا» والمحلل بمعهد الدراسات السياسية الدولية في إيطاليا إن «هذا سيعني أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب سيتمتع بحرية أكبر في أجزاء من البلاد. وهذا يعني مقدرة أكبر للتخطيط لشن هجمات ضد الولاياتالمتحدة».