انتقدت وزيرة حقوق الانسان اليمنية حورية مشهور اليوم الثلاثاء استخدام الطائرات الأميركية التي تعمل بلا طيار ضد الأفراد المشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في اليمن وهو أسلوب يثير غضب سكان المناطق المستهدفة ودعت إلى استخدام العمليات البرية بدلا من ذلك لتجنب الحاق الأذى بالمدنيين. وشهد اليمن الذي عانى من فوضى استغلتها القاعدة لشن هجمات على أهداف عربية وغربية تسارعا لوتيرة الهجمات الصاروخية الأميركية باستخدام هذا النوع من الطائرات في الاسابيع الاخيرة. وقالت الوزيرة لرويترز خلال زيارة للإمارات العربية المتحدة إن سقوط ضحايا أبرياء يمثل انتهاكا جسيما وذلك في معارضة علنية نادرة للاجراء الأميركي من قبل عضو بالحكومة اليمنية. وتعكس تصريحات مشهور وهي ناشطة بارزة سابقة في الاحتجاجات الجماهيرية التي أطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح قبل سنة الشعور العام المتزايد بعدم الارتياح بشأن الغارات وتمثل انتقادا نادرا من داخل الحكومة للغارات التي أشاد بها الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي. لكن عشرات من رجال القبائل المسلحين تظاهروا في الجنوب في الرابع من يناير كانون الثاني احتجاجا على هجمات طائرات بلا طيار قالوا انها قتلت مدنيين أبرياء. ولا تعلق الولاياتالمتحدة على ما تقوم به الطائرات التي تستخدمها في تعقب المتشددين في اليمن منذ سنوات. وتسمح الحكومة اليمنية بشن هذه الغارات لكنها لا تعلق عادة على الدور الاميركي في أي حوادث محددة. وعندما سئلت مشهور عن رأيها في استخدام الطائرات بلا طيار لم تشر إلى الولاياتالمتحدة أو تؤكد مقتل مدنيين في اي غارة محددة. لكنها قالت انها تحبذ تغيير استراتيجية مكافحة الارهاب وتعتقد أن هناك استراتيجيات أخرى أكثر فاعلية. وأضافت متحدثة على هامش اجتماع للامم المتحدة في دبي من اجل حملة تبرعات انسانية لليمن إن اليمن ملتزم بمكافحة الارهاب لكنها تدعو إلى تغيير الوسائل والاستراتيجيات لأن الوسائل والاستراتيجيات يمكن أن تطبق على الأرض دون إضرار بالمدنيين ودون أن تؤدي إلى انتهاكات لحقوق الانسان. ومنذ هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة زادت واشنطن مساعداتها لليمن في مجال مكافحة الارهاب. وزادت قوة ونفوذ تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خلال الانتفاضة الشعبية ضد صالح. وتعتبر الحكومات الغربية تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من بين أنشط وأخطر أجنحة التنظيم. وجاء في برقيات دبلوماسية أميركية مسربة أن صالح وافق عام 2009 على قيام واشنطن بحرب سرية على المتشددين الإسلاميين وقبل بتحمل اليمن المسؤولية عن الهجمات الأميركية عند الضرورة. لكن هادي أيد هجمات الطائرات الأميركية بلا طيار صراحة خلال زيارة للولايات المتحدة في سبتمبر ايلول. ونقل عن هادي الذي أشاد به السفير الأميركي في صنعاء على أنه اكثر فاعلية ضد القاعدة من صالح قوله انه يوافق شخصيا على كل هجوم. وقالت مشهور ايضا انها تريد محاكمة عادلة أمام القضاء لأي شخص يشتبه في ضلوعه في "أنشطة إرهابية" لكن الولاياتالمتحدة ترى إن هذه حرب مفتوحة مع المتشددين الذين يعتبرونها عدوا فتعتبرهم أعداء يمكن استهدافهم أينما كانوا. وتابعت ان كل ما تطالب به هو العدل واعتماد القوانين الدولية فيما يخص حقوق الانسان والوفاء بالالتزام أمام المواطنين اليمنيين بأن من حق كل إنسان محاكمة عادلة.