اندلعت فجر امس، اشتباكات في جرود بلدة رأس بعلبك على الحدود اللبنانية - السورية بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة سورية، تصاعدت حدتها بعد الظهر واستخدم فيها الجيش سلاح الجو الى جانب سلاح البر، وسقط بنتيجتها عدد من الإصابات في صفوف الجيش، والقتلى والجرحى في صفوف المسلحين السوريين. وتحدث مراسلون في المنطقة عن فقدان الاتصال ب 5 جنود. وليلاً أكدت الأنباء الواردة من رأس بعلبك أن الجيش تمكن من طرد المسلحين من تلة الحمرا واستعادتها. وأفادت المعلومات بأن المسلحين خلّفوا عدداً من قتلاهم عند التلة ومحيطها، فيما تردد أن الجيش خسر شهيدين بينهما ضابط برتبة ملازم، بينما استمر البحث عن جنود مفقودين. (راجع ص 11) ووقعت هذه الاشتباكات بعدما اخترق المسلحون بأعداد كبيرة وفي شكل مباغت، الحدود من منطقة القلمون السورية وهاجموا موقعاً مشرفاً يدعى «تلة الحمرا» في جرود رأس بعلبك التي تبعد زهاء 10 كيلومترات عن بلدة عرسال وتمكّنوا من السيطرة عليه، لكن الجيش استطاع التصدّي للمجموعات المسلّحة التي تردد أنها من «جبهة النصرة». ودكّ الجيش اللبناني في هجوم معاكس مواقع المسلحين بالصواريخ البعيدة المدى والمدفعية الثقيلة كما استخدم الطوافات الحربية التي قصفت نقاطاً للجماعات المسلحة التي تنتشر في الجزء السوري عند سلسلة الجبال الشرقية، امتداداً إلى الأراضي اللبنانية. ودمّر الجيش 5 آليات للمسلحين وأوقع عدداً من القتلى والجرحى بينهم قادة، بعد اشتباكات عنيفة بالأسلحة الصاروخية والمدفعية. وعنفت الاشتباكات بعد الظهر حيث اشتد القصف الجوي والمدفعي والصاروخي من الجيش اللبناني الذي تمكن، وفق مراسلي المنطقة، من إحكام السيطرة على 3 جهات حول التلة فيما استقدم تعزيزات من فوج المجوقل الذي شن هجوماً من جهة رابعة لطرد المسلحين وتمشيط المنطقة. وشوهدت سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر تنقل جرحى من الجيش في رأس بعلبك الى المستشفيات القريبة. وهي المرة الثانية التي يهاجم المسلحون التابعون للمجموعات المتطرفة موقعاً للجيش في جرود رأس بعلبك إذ سبق أن حصل ذلك في 2 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وكانت قيادة الجيش - مديرية التوجيه أعلنت عن الهجوم في بيان اول صباحاً وعن «تعرّض أحد مراكز الجيش المتقدّمة في منطقة جرود رأس بعلبك الى هجوم من قبل مجموعة إرهابية»، وعن تصدي عناصر المركز للمسلحين. ودعت القيادة « كل وسائل الإعلام الى عدم بث أي معلومات عن تفاصيل الاشتباكات الجارية، خصوصاً ان بعضها بثّ معلومات غير دقيقة عن الحادث، في انتظار البيانات التي ستصدر تباعاً عن هذه القيادة». ومساء صدر عن قيادة الجيش بيان أوضح أنه «على أثر الكمين المتقدّم الذي نفذته وحدة من الجيش ليل الأربعاء الفائت، لعدد من المسلحين المتسللين باتجاه حاجز وادي حميد في منطقة عرسال، وأوقع أربعة قتلى في صفوفهم وعدداً آخر من الإرهابيين في جرود المنطقة، إضافة إلى إحباط الجيش محاولة نقل سيارة مفخخة إلى الداخل اللبناني بتاريخ 22/1/2015، هاجمت مجموعات من التنظيمات الإرهابية صباح اليوم (أمس)، مركز مراقبة متقدماً جداً للجيش في تلّة الحمرا في جرود رأس بعلبك لجهة الحدود اللبنانية السورية. وبنتيجة الاشتباكات العنيفة بين قوى الجيش والمجموعات الإرهابية، أحكمت هذه القوى ظهراً سيطرتها على التلّة المذكورة، بعد أن قامت بطرد العناصر الإرهابية التي تسلّلت إليها، موقعةً في صفوفها عدداً كبيراً من الإصابات بين قتيل وجريح. وسقط للجيش جراء الاشتباكات عدد من الشهداء والجرحى. وتستمر وحدات الجيش بتعزيز إجراءاتها واستهداف نقاط تجمع المسلحين ومسالك تحركهم في أعالي الجرود بالأسلحة الثقيلة، إضافة الى تمشيط منطقة الاشتباكات بحثاً عن مسلحين مختبئين. وستصدر القيادة بياناً لاحقاً عن أسماء الشهداء، وتطور الأوضاع على الحدود الشرقية».