تحول الفلسطيني في غور الاردن الى رهينة للجيش الاسرائيلي والجمعيات الاستيطانية ولم يعد قادرا على الوصول الى بيته او ارضه التي تشكل مصدر رزقه، في ظل تكثيف المشاريع الاستيطانية وعنصرية المستوطنين الذين يتهجمون على الفلسطينيين بشكل مستمر ويمنعونهم من الاقتراب من اراضيهم في وقت يكثف الجيش تدريباته العسكرية ويغلق معظم مداخل بيوت الشعر والاراضي الزراعية تحت عنوان "مناطق مغلقة للتدريبات العسكرية" وتحت هذه الذريعة وصلت نسبة المناطق المغلقة في المالحة لوحدها، سبعين في المئة. واكد مسؤولون فلسطينيون في منطقة غور الاردن ان اصحاب الاراضي والرعاة يواجهون هذه الايام مصاعب كثيرة في حياتهم اليومية ويتخوفون من فقدان اراضيهم في ظل الاساليب التي يتبعها الجيش والمستوطنون اذ يقوم الجيش بتوسيع معسكره في "خربة سمرا" على مساحة يقدرها اهالي المنطقة بحوالي مئة دونم وقال احد المسؤولين الذي طلب عدم الكشف عن اسمه خوفا من ملاحقته من قبل الجيش، ان توسيع المعسكر يتم على اراضي زراعية يعتاش منها اصحابها وقد فحص بعضهم امكانية رفع دعاوى ضد الجيش لكنهم واجهوا صعوبات قضائية وتكاليف مالية باهظة الى جانب تخوفهم من الانتقام بتنفيذ قرارات هدم بيوت وبراكيات يعيش فيها اصحابها منذ خمسين عاما. وتسعى اسرائيل من خلال استيلائها على اراضي الفلسطينيين الى فرض واقع يكون من الصعب في اي مفاوضات مستقبلية التنازل الاسرائيلي عن هذه الارض وفي حين اصدرت السلطات الاسرائيلية خمسة واربعين امر هدم لبراكيات وبيوت شعر كثفت من بناء الاستيطان وتنفذ في هذه الاثناء مشروعي بناء في مستوطنتي "مسكيوت" و"ميخولا". وخلافا للبناء الذي اقيم في معظم المستوطنات في غور الاردن بوضع بيوت جاهزة فان العمل ينفذ هذه المرة عبر شركات بناء وبتخطيط هندسي يجعل هدم البيوت مسالة في غاية الصعوبة . وتمكنت الجمعيات الاستيطانية من بناء خمسة وعشرين وحدة في مستوطنة مسكيوت خلال فترة قصيرة وتكثف العمل لضمان انجاز المشروعين في غضون اشهر قليلة. والمخطط ان يصل الى هذه المستوطنات مستوطنو غزة سابقا ومجموعات من اليمين المتطرف الذين يتمسكون بالارض ويرفضون فكرة التعويض المالي مقابل اخلاء بيوتهم. وشكا فلسطينيو الغور من الاعتداءات التي يتعرضون لها من قبل المستوطنين لدى محاولتهم الدخول الى اراضيهم للعمل فيها او حتى لرعي الاغنام. وتنفذ هذه الاعمال في ظل سياسة الترحيل التي تنتهجها اسرائيل في منطقة غور الاردن وتنجز خلالها مشاريع تهدف الى تضييق الخناق على الفلسطينيين ومحاصرتهم داخل مساحة صغيرة من الارض. وضمن ما نفذته السلطات الاسرائيلية نشر عشرات المكعبات الاسمنتية على جوانب الطرق ومداخل الاراضي ومنع حوالي 15 الف راعي وابناء عائلاتهم من دخول الارض . ويتوقع المسؤولون في غور الاردن ان تكون المرحلة المقبلة وضع حواجز عسكرية تمنع الفلسطينيين من الدخول والخروج وتحاصرهم داخل خيامهم فيما الخطة الاكبر تهدف الى "تطهير" غور الاردن الذي يشكل حوالي ثلث مساحة الضفة الغربية ويسكنه 56 الف فلسطيني وتجميع الفلسطينيين في خمس تجمعات سكنية على مساحة قليلة من الارض فيما بقية المنطقة تتحول الى مشروع استيطاني كبير انطلاقا من اعتبار غور الاردن منطقة استراتيجية هامة لاسرائيل. يشار الى ان اسرائيل ومنذ عام 1967 لم تسمح لفلسطينيي الغور بالبناء وحتى اقامة ملعب كرة قدم في بلدة الزبيدات ، قرب مستوطنة ارغمان، لحاجة استغلاله لخمسمئة فتى فلسطيني، منعت اسرائيل تنفيذه فيما الملاعب والحدائق في المستوطنات التي يسكنها عشرات الاطفال اليهود مقامة على مساحات شاسعة.