خصصت وسائل الاعلام الاسرائيلية حيزا كبيرا اليوم (الاثنين) للتوتر الامني على الجبهة الشمالية، في اعقاب عملية الاغتيال التي نفذتها اسرائيل في القنيطرة وأدت الى مقتل سبعة من عناصر «حزب الله» بينهم قيادي وستة عسكريين ايرانيين بينهم جنرال. وتظهر التحليلات قلق الاسرائيليين من عدم قدرتهم على معرفة نوعية رد الحزب على العملية وتوقيته ومكانه، ما حمل أجهزة الأمن على رفع حال التأهب في البلدات الحدودية الاسرائيلية خشية حصول تصعيد مفاجئ. وأجمع الخبراء العسكريون الاسرائيليون على الربط بين توقيت العملية والانتخابات الاسرائيلية، خصوصا في ظل تدهور شعبية حزب «ليكود» وزعيمه بنيامين نتانياهو. وطُرحت تساؤلات عدة حول صمت القيادة الاسرائيلية وعدم اعلانها الصريح وتحملها المسؤولية عن العملية. وتساءل الخبير العسكري عاموس هرئيل في مقال نشرته صحيفة «هآرتس» عما «اذا كانت عملية القنيطرة جاءت في اعقاب معلومات استخباراتية عن وصول قافلة قادة حزب الله الى المنطقة الحدودية القريبة من إسرائيل؟ وهل القيادة السياسية هى من اتخذت قرار تنفيذ واستغلال الفرصة ام كان توصية من القيادة العسكرية؟ لأن هذه المسائل بالغة الاهمية، بسبب الابعاد الممكنة لعملية الاغتيال والتي قد تؤدي الى تصعيد في الشمال، خصوصا على خلفية الانتخابات والوضع المتدني لحزب ليكود الحاكم لدى الرأي العام». وذكرت الصحيفة ان «جهاد مغنية ركز خلال الأشهر الأخيرة نشاط الخلية التي ادارها حزب الله ضد اسرائيل على الحدود السورية، وكانت مسؤولة عن سلسلة العمليات في مرتفعات الجولان». وأضافت «يبدو أن اثنين من القتلى يرتبطان بالقوات الخاصة في الحزب التي تحدث عنها (الامين العام) حسن نصر الله اخيرا، وقال انها ستعمل على توجيه ضربة عسكرية إلى إسرائيل في حال وقوع حرب، وان الخطة العسكرية للتنظيم تشمل مهاجمة بلدات حدودية اسرائيلية للسيطرة عليها مدة يوم اواكثر بهدف إعلاء الروح المعنوية». ونشر الخبير العسكري يواب ليمور مقالا في صحيفة «اسرائيل اليوم» بعنوان «اصيب بين عينيه وسيرد»، يقول ان «السؤال المطروح الآن على عتبة حزب الله ليس ما إذا كان سيأتي الانتقام، وانما كيف ومتى سيأتي، وهذا أمرمؤكد». ووصف الخبير العسكري ألكس فيشمان في صحيفة «يديعوت احرونوت» متخذي القرار الاسرائيليين بأنهم «كمن يلعب بالنار»، وقال «هناك من قرر القاء عود ثقاب داخل برميل بارود، وينتظر الان رؤية ما اذا كان سينفجر ام لا. هذه هي تجربة كيماوية خطيرة عشية الامتحان النهائي (الانتخابات الاسرائيلية) قد تكون العملية انتهت بنجاح، ولكن حال المريض، اي الوضع في الشمال، يزداد تدهورا».