كشف أستاذ الكيمياء في جامعة أم القرى والخبير والمحكم البيئي في مجلس التعاون الخليجي الدكتور فهد تركستاني ل«الحياة» أن التلوث البيئي داخل المنازل أكبر وأشد خطورة منه في الخارج، مشيراً إلى أن البيوت المغلقة تختنق بالملوثات التي تسبب أمراضاً خطيرة ومميتة لإحاطتها بالسكان من كل الجوانب، مطالباً بتوعيتهم بمخاطرها وحضهم على الوقاية منها. وأوضح تركستاني أن المشكلات البيئية الخطرة داخل المنازل عديدة من أبرزها سوء التهوية، ومشكلة غاز الرادون والمستودعات داخل المنزل والمطبخ والمواد البلاستيكية والكيماوية والغازية، والموجات الكهرومغناطسية الناجمة عن التلفاز والألعاب الإلكترونية، وبعض أنواع زينة المرأة مثل كريمات الأساس والمواد المقشرة للبشرة. وقال: «المتخصصون يرجعون مشاكل الغدة الدرقية إلى نقص اليود، لكني أعزوه إلى أسباب داخل المنزل أولها غاز الرادون وهو من الغازات المشعة الناتجة من تحلل اليورانيوم الطبيعي في باطن الأرض، ويتمركز في المستودعات والمخازن والأماكن المغلقة، والمياه الجوفية وإلى آخره، وغالبية المنازل التي نسكنها هي مثل الصناديق المغلقة، إذ إن فكرة التهوية قد تكون ملغاة في حياتنا اليومية، و هذه واحدة من الأسباب التي تفاقم وتساعد على انتشار الكثير من المشكلات في منازلنا و تجعله بيئة غير صالحة للعيش داخلها، ومن المؤكد أن غاز الرادون غاز مشع ويسبب تراكمه أخطر الأمراض ومنها أمراض السرطان». وأوضح أن ظاهرة الدهانات (البويات) المعتقة انتشرت في المنازل بكثافة، مشيراً إلى أن أسعارها تختلف وفق جودتها ما بين 10 ريالات إلى 250 وقد تصل أيضاً إلى 1000 ريال، لافتاً إلى أنها تسبب الكثير من الأمراض لاسيما الرديء منها. وقال: «الدهانات الرخيصة ترتفع فيها نسبة الرصاص عالياً، ومع سوء التهوية تنتشر تلك المادة السامة في أجواء المنزل بكثافة، والمتضرر الأول هو سيدة المنزل وذلك لمكوثها داخله لفترات طويلة». ويرى أن المشكلة الثالثة تنبعث من المطبخ أعلى مكان في المنزل من حيث شدة الحرارة لتحضير الأطعمة فيه باستمرار، موضحاً أن الأجهزة الكهربائية الموجودة داخله والغاز الذي يحتاجه الفرن وما إلى ذلك جميعها، مصادر للموجات الكهرومغناطيسية. وذكر أن كثيراً من سيدات المنازل يغفلن عن صيانة شعلة الموقد (عين البوتاغاز) لافتاً إلى أن اختلاف لون الشعلة من الأزرق إلى الأصفر يدل على أن هناك كمية كبيرة من أول أكسيد الكربون وتتلقاها السيدة بشكل مباشر، إضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة في المطبخ وسوء التهوية، يسهم في تكثيف التلوث في أركان المطبخ. وأفاد تركستاني أن استخدام منظفات المنزل من دون وعي تسهم في زيادة نسبة التلوث فيه، موضحاً أن ربة الأسرة تتعامل مع مواد كيماوية خطرة ومتطايرة وتستنشق كميات كبيرة منها. وأكد أن كثيراً من الناس يجهلون تلك المخاطر البيئية، ويفتقدون للتوعية ضدها، معتبراً أن ذلك من مشكلات عدة يطول شرحها مثل الإضاءة والضوضاء داخل المنزل، إذ إنها تسبب أمراضاً ومخاطر لا حصر لها.