بغداد، الحلة - أ ف ب، رويترز - قُتل تسعة أشخاص وجرح 33 آخرون في تفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف تجمعاً للجيش العراقي وقوات «الصحوة» التي تقاتل تنظيم «القاعدة» جنوب بغداد، وفقاً لمصدر أمني عراقي. وأوضح الملازم في الجيش العراقي حيدر اللامي أن «انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجر نفسه وسط تجمع للجيش العراقي وعناصر «للصحوة» في أحد مقرات الصحوة في منطقة اللطيفية (60 كيلومتراً جنوب بغداد)، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص واصابة 33 آخرين». وأضاف أن «التفجير وقع أثناء حضور قوة من الجيش العراقي لتوزيع رواتب عناصر الصحوة». وأوضحت مصادر أمنية أن «سبعة أشخاص على الأقل أُصيبوا بجروح خطيرة نُقلوا الى مستشفى الحلة الجراحي، فيما نُقل الآخرون الى مستشفى المسيب والاسكندرية القريبتين من المنطقة». وقال مسؤول أمني إن «الانتحاري كان يرتدي زياً عسكرياً، الأمر الذي مكنه من الدخول الى المقر وتفجير نفسه». ووقع التفجير فيما تجمع حوالي مئتين من عناصر الصحوة لقبض روابتهم، بحسب مصادر أمنية. وقال أحد المصابين إن «هذه المرة الثالثة التي نأتي فيها لتسلم رواتبنا، بسبب تأجيل ذلك مرتين سابقتين». وأضاف رافضاً كشف اسمه في مستشفى المحمودية أن «سيارة مدنية توقفت أمام المقر فيما كان حوالي 200 شخص من عناصر الصحوة قادمين من ثلاث مناطق، وفور نزول شخص منها، وقع الانفجار». يشار الى أن اللطيفية تقع في منطقة كانت تسمى «مثلث الموت» التي شهدت مئات من عمليات القتل على الهوية وهجمات ضد القوات العراقية والاميركية. لكن المنطقة أُعيد تأمينها بعد تشكيل «الصحوات» وانتشار قوات الأمن العراقية على طول الطريق الذي يربط بغداد والمدن الجنوبية وخصوصاً مدينتي كربلاء والنجف المقدستين. وكان الجيش الأميركي في العراق أعلن مطلع الشهر انتقال مسؤولية قوات «الصحوة» البالغ عدد عناصرها حوالي 94 ألفاً، الى السلطات العراقية في شكل كامل. وأفاد بيان عسكري أميركي أن «قوات التحالف أنهت عملية انتقال مسؤولية عناصر الصحوة الى العراقيين». ويطلق الجيش الأميركي على قوات «الصحوة» تسمية «أبناء العراق». وأضاف البيان أن «الحكومة العراقية قامت بتوفير المبالغ اللازمة لدفع الرواتب المتأخرة لعناصر الصحوة في أربع محافظات». يذكر أن قوات «الصحوة» شكلت للمرة الأولى في أيلول (سبتمبر) عام 2006 في محافظة الأنبار حيث استطاعت خلال أشهر قليلة طرد «القاعدة» والجماعات المتطرفة التي تدور في فلكها، الأمر الذي شجع الجيش الأميركي على تطبيق هذه التجربة في محافظات أخرى خلال عام 2007. وأعلنت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي أنها ستضم 20 في المئة من قوات «الصحوة» الى قوات الأمن على أن تجد وظائف مدنية للآخرين. ويأتي هذا التفجير بعد يوم من تفجير انتحاري استهدف مقراً للشرطة الوطنية في الموصل، ما أسفر عن مقتل خمسة جنود أميركيين وثلاثة عراقيين. وكانت بغداد شهدت خلال الأيام الماضية سلسلة تفجيرات لقي فيها ما لا يقل عن 40 شخصاً حتفهم، وأُصيب حوالي 140 آخرين في انفجار سبع سيارات مفخخة في بغداد وضواحيها يومي الاثنين والثلثاء الماضيين ووقعت كلها في مناطق ذات غالبية شيعية. واتهم المالكي حزب «البعث (المنحل) بالتعاون مع القاعدة» بذلك عشية ذكرى تأسيسه.