اعتبر أعضاء في مجلس الشورى، في تصريحات إلى «الحياة» بعد جلسة المجلس أمس (الإثنين) في الرياض، أن الدعوات المتكررة إلى تعزيز الهوية الإسلامية في السياسة الإعلامية لوزارة الإعلام، والتحريض ضد معرض الكتاب وكتّاب الرأي بتهمة التعدي على ثوابت الدين «تنسيق متوقع بين تيار معين داخل المجلس، لتوصيل رسائل مقصودة للتأثير في توجه الوزير الجديد الدكتور عبدالعزيز الخضيري». وأضاف الأعضاء - الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم - أن المملكة دولة إسلامية وكل ما فيها إسلامي، حتى يتركز الخطاب بهذا الصورة على ضرورة «تعزيز الهوية الإسلامية». وتهكم العضو الدكتور عوض الأسمري من الأخطاء الإملائية في تقرير الوزارة. وقال إن «الوزارة هي الموجهة للإعلام والثقافة، وليس جيداً أن يطلب المجلس ممن يحمي الثقافة أن يتعلمها». وطالب الأعضاء اللجنة الإعلامية التابعة للمجلس بسحب توصية بذلك الخصوص، والاكتفاء بسماع مندوبين من الوزارة في شرفة المجلس لهذا الانتقاد المعيب في حقها. (للمزيد) ولم يقدم أعضاء مجلس الشورى جديداً في انتقادهم لوزارة الثقافة والإعلام مقارنة بالأعوام السابقة أثناء مناقشة تقريرها السنوي. واللافت في جلسة أمس أن رئيس اللجنة الإعلامية في المجلس الدكتور أحمد الزيلعي هو من بادر بانتقاد الوزارة التي قال إنها أصبحت «لحماً بلا عظم، بعد خروج ثلاثة وكالات من رحمها»، ومع ذلك قدمت «تقريراً ضعيفاً في محتواه، مليئاً بالأخطاء النحوية والإملائية ويحتوي على معلومات غير قابلة للقياس». ولم تسلم اللجنة الإعلامية نفسها من سخرية أعضاء في المجلس، بعد أن قدمت توصية تطالب فيها بتحديد «معايير علمية للمثقف السعودي». وكان أبرز المطالبين بسحبها العضو أسامة قباني قال عنها: «تحديد معايير علمية للمثقف السعودي مع رعايته وتدريبه، يعني وضع سلم وظيفي وتصنيف الدرجات الوظيفية له، مثل مثقف أ، مثقف ب،..». وأضاف: «المثقف السعودي لا تختاره البيروقراطية. يختاره المجتمع». وجهت عضو مجلس الشورى السعودي فدوى أبومريفة اتهامات خطيرة لكتّاب الرأي في الصحافة السعودية المحلية، وما يقومون به مما اعتبرته «مخالفات شرعية وفكرية متكررة». كما اتهمت وزارة الإعلام ب«تسطيح الأجيال»، لما تبثه من آلاف الساعات من برامج وصفتها بأنها «عبثية، هدفها المتعة والتهريج»، قبل أن تشن هجوماً استباقياً على ما قد يحدث في الدورة الجديدة لمعرض الرياض الدولي للكتاب مطلع آذار (مارس) المقبل. وفي شأن ثانٍ، ضاعت «صرخات» العضو حنان الأحمدي سدى بعد أن أسقط المجلس توصيتها الداعية إلى تمكين الهلال الأحمر من دخول المجمعات النسائية، بعد رصدها لحالات كثيرة نشرت في وسائل الإعلام عن حالات تعرضت للوفاة بسبب منع المسعفين من أداء أعمالهم. وعلى رغم تبني اللجنة الصحية في المجلس لتوصية الأحمدي ومطالبة الهلال الأحمر بذلك، إلا أن مداخلة العضوين إبراهيم أبوعباة وناصر الشهراني، كانت ذات تأثير ملموس على تغيير نسبة المؤيدين للتوصية.