وجهت عضو مجلس الشورى الدكتورة فدوى أبومريفة تهماً خطرة لكتاب الرأي في الصحافة المحلية وما يقومون به من مخالفات شرعية وفكرية متكررة، كما اتهمت وزارة الإعلام بتسطيح الأجيال لما تبثه عبر آلاف الساعات من برامج عبثية هدفها المتعة والتهريج، قبل أن تشن هجوماً استباقياً على ما قد يحدث في معرض الرياض الدولي للكتاب المقرر عقده في مطلع آذار (مارس) المقبل. واعتبر أعضاء في حديث ل«الحياة» بعد جلسة الشورى أمس (الإثنين)، أن الدعوات المتكررة بتعزيز الهوية الإسلامية في السياسة الإعلامية لوزارة الإعلام، والتحريض ضد معرض الكتاب وكتاب الرأي بالتعدي على ثوابت الدين، «تنسيق متوقع بين تيار معين داخل المجلس، لإيصال رسائل مقصودة للتأثير في توجه الوزير الجديد الدكتور عبدالعزيز الخضيري». وأضاف الأعضاء - الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم - أن المملكة دولة إسلامية وكل ما فيها إسلامي، ولا توجد بها أقليات غير مسلمة، حتى يتركز الخطاب بهذا الصورة على ضرورة تعزيز الهوية الإسلامية. وبررت أبومريفة في مداخلتها على تقرير وزارة الثقافة والإعلام بملاحظاتها المتكررة لوجود كتابات صحافية استغلت حرية الصحافة لتمس بقدسية مصدري التشريع (القرآن والسنة)، الأمر الذي جرأهم (الكتاب) على الإفتاء في أمور جوهرية تهز أساس المجتمع، في ظل غياب للدور الرقابي في وزارة الإعلام - بحسب ما قالت. وطالبت من الإعلام «النزيه» بأن ينقل حقيقة أن المملكة أكبر وآخر معاقل الإسلام، وأن تدقق الوزارة الرقابة على الكتب المقرر عرضها في معرض الكتاب، وما قد تتضمنه من إساءة لتاريخ الإسلام والمملكة. وختمت أبومريفة مداخلتها بالمطالبة بتخصيص يوم للنساء فقط، من أجل راحتهن، عملاً بالأمر الملكي في استقلال عضوات الشورى داخل المجلس، مقترحة أيضاً وضع استراتيجة أمنية لتنمية الثقافة الأمنية لدى المجتمع. وشارك العضو عازب آل مسبل العضوة فدوى أبومريفة في الدعوة إلى إعلام يحث على الفضيلة، والمحافظة على وحدة الأمة والتصدي لبواعث الفتنة. وأشار إلى أن واقع الإعلام السعودي «مؤسف بسبب غياب الرؤية الواضحة والاستراتيجية الشاملة التي تبرز قيم وهوية المجتمع الإسلامية»، مطالباً بالالتزام بسياسة إعلامية نظامية تنقل للعالم الهوية العربية والإسلامية للسعودية، وتحقق تطلعات الملك في تعزيز الهوية الإسلامية الوطنية. وفي السياق ذاته، لم يقدم أعضاء الشورى جديداً في نقدهم لوزارة الثقافة والإعلام عن الأعوام السابقة أثناء مناقشة تقريرها السنوي، واللافت في جلسة أمس أن رئيس اللجنة الإعلامية في المجلس الدكتور أحمد الزيلعي، هو من بادر بانتقاد الوزارة التي أصبحت لحماً بلا عظم، بعد خروج ثلاث وكالات من رحمها - بحسب قوله - ومع ذلك قدمت تقريراً ضعيفاً في محتواه، ومليئاً بالأخطاء النحوية والإملائية، ويحتوي على معلومات غير قابلة للقياس. وتهكم العضو الدكتور عوض الأسمري من أخطاء الوزارة الإملائية ببيت شعر عربي: «إلى الماء يسعى من يغص بلقمة.. فإلى ما يسعى من يغص بماء»، مضيفاً الوزارة هي الموجهة للإعلام والثقافة، ليس جيداً أن يطلب المجلس ممن يحمي الثقافة أن يتعلمها. وعلى رغم سخرية أعضاء الشورى من أخطاء الوزارة الإملائية والنحوية الواردة في تقريرها، طالبوا اللجنة الإعلامية بسحب توصية بذات الخصوص، والاكتفاء بسماع مندوبين من الوزارة في شرفة المجلس لهذا الانتقاد المعيب في حق الوزارة. ولم تسلم اللجنة الإعلامية من سخرية أعضاء في المجلس بعد أن قدمت توصية تطالب فيها بتحديد معايير علمية للمثقف السعودي، كان أبرز المطالبين بسحبها العضو أسامة قباني، بعد أن قال عنها: «تحديد معايير علمية للمثقف السعودي مع رعايته وتدريبه، يعني وضع سلم وظيفي وتصنيف الدرجات الوظيفية له، مثل مثقف أ، مثقف ب،..»، ليختم: «المثقف السعودي لا تختاره البيروقراطية يختاره المجتمع». مشاهدات من الجلسة - العضو سلطان السلطان طالب وزير الإعلام الجديد بخطة عمل لأربع سنوات، وحذر من أجندات «تويتر» و«واتساب». - العضو محمد رضا نصر الله يؤكد وجود مراسلات بين هيئة الخبراء ووزارة الثقافة والإعلام حول تفعيل توصية الشورى المتعلقة بإنشاء مجلس أعلى للثقافة. - طالب العضوان أحمد الشويخات وسلطان السلطان مجدداً بفصل الثقافة عن الإعلام، الأول طالب بوزارة مستقلة، والثاني اقترح ضمها إلى وزارة التربية والتعليم. - اعتبر العضو سلطان السلطان أن حوادث قتل المعلمين دليل على الفراغ الفكري، بعد أن كان يقال: «قم للمعلم ووفه التبجيلا». - الدكتور عبدالله العتيبي يطالب بتخفيف الأجور العالية في مركز الملك فهد الثقافي للمؤتمرات التي تعقدها جمعيات المجتمع المدني، إذ إن كلفة البهو 100 ألف ريال لليوم الواحد. سقوط توصية تمكّن «الهلال الأحمر» من دخول المجمعات النسائية ضاعت صرخات الدكتورة حنان الأحمدي سدى بعد أن أسقط المجلس توصيتها الداعية لتمكين الهلال الأحمر من دخول المجمعات النسائية، بعد رصدها لحالات كثيرة نشرت في وسائل الإعلام عن حالات تعرضت للوفاة بسبب منع المسعفين من أداء أعمالهم. وعلى رغم تبني اللجنة الصحية في المجلس لتوصية الأحمدي ومطالبة الهلال الأحمر بذلك، إلا أن مداخلتي العضوين الدكتور إبراهيم أبوعباة والدكتور ناصر الشهراني القانونيتين، كانتا ذات تأثير ملموس على تغير نسبة المؤيدين للتوصية أثناء مناقشتها في جلسة سابقة. إذ رأى إبراهيم أبوعباة أن الإعلام يصور أنها تمنع مباشرة الحالات النسائية وأن تمكين المسعفين متحقق على أرض الواقع، فيما طالب الشهراني بإعادة صياغة قانونية لأن وضع لائحة بذلك يفترض وجود عائق نظامي وهذا غير صحيح.