جرت العادة أن تصطحب المطربة في حفلات الأعراس عازف «أورغ» يختبئ في غرفة منفصلة عن المجتمع النسائي، لكن حنان استطاعت أن تكسر القاعدة لتصبح أول عازفة أورغ في الفرق الموسيقية النسائية في المناسبات العامة. تمنت أن تصبح طبيبة لكنها أحبت الأورغ منذ نعومة أظفارها واعتبرته البحر الذي ودت اكتشاف أسراره، وعزفت أعذب الألحان وأصبح «الأورغ» كل حياتها، وحينما تمكنت من العزف جيداً استغلت هوايتها وحولتها إلى مهنة تدر عليها دخلاً وفيراً، تقول حنان: «منذ صغري عشقت الاورج، وكانت أجمل هدية تقدم لي الاورج، وقد علّمت نفسي بنفسي على العزف»، وحينما انتهت من المرحلة المتوسطة سافرت إلى القاهرة لدرس الموسيقى لكنها لم تستطع إكمال الدورة التي التحقت بها بسبب كسر أصاب يدها وعادت إلى المملكة تحمل الكثير مما تعلمته عن الموسيقى، لكن شغفها بالاورج تعدى الحدود وجعلها تتخطى جميع العقبات التي واجهتها، وتضيف: «تعلمت العزف على جميع المقامات وأعزف الألحان بمجرد سماعها». وتصف حنان علاقتها بالاورج بأنه صديقها الوفي منذ الطفولة الذي طالما بثت أحزانها وأفراحها وهمومها ووحدتها عبره، فترى أن ألحانها ليست سوى مشاعرها التي تترجمها عبر الموسيقى والالحان.وترى حنان أنها لا تنافس الرجال من عازفي الاورج مع المطربات، على رغم أنها أصبحت ذات شهرة واسعة بين المطربات، وجدول مواعيدها أصبح مزدحماً كونها المرأة الوحيدة التي تعزف على الأورغ خلف المطربات، مبررة ذلك بقولها: «ترتاح النساء في تعاملها مع المرأة كما يسهل تعامل أصحاب الحفلة مع عازفة اورج لا تكلفهم سوى كرسي خلف المطربة، أفضل من رجل يخصص له غرفة منفصلة حتى لا يرى النساء». وتتحدث عن بداية اتخاذ قرارها العزف في الفرق النسائية قائلة: «كان بنصيحة من صديقتي المقربة التي كانت تستمتع بعزفي، ثم اقترحت بأن نشكل فرقة، إذ أقوم بالعزف وهي تغني، فأعجبتني الفكرة». وعن العقبات التي واجهتها حينما اتخذت قرارها لتمتهن العزف مع الفرق الموسيقية في الحفلات، تقول: «بداية كانت العادات والتقاليد سبباً في اعتراض أسرتي على عملي كعازفة اورج، لكن إصراري كان اكبر من كل العوائق، كما تنازلت في بدايتي عن الدخل المادي المرتفع حتى أحصل على مكانة وشهرة بين العازفين، واليوم بعد أن أصبحت معروفة ومطلوبة بالاسم فقد اصبح المردود المادي جيداً ولله الحمد»، وتعزو ذلك لكونها أحبت الأورغ فبادلها العطاء.