وكأن أزمات المنتخب السعودي الأول كانت بحاجة إلى الزيادة، إذ تفجرت مواقع التواصل الاجتماعي في وقت باكر من يوم أمس بأنباء عراك نشب بين مهاجمي المنتخب السعودي نايف هزازي ومحمد السهلاوي، الخلاف الذي اختلفت روايته أقلق الشارع الرياضي السعودي. «الحياة» وقفت عبر مصادر مطلعة على تفاصيل الحكاية، إذ أكدت حقيقة الخلاف، لكنها في المقابل نفت تطوره ودخول الطرفين في عراك، أو قيام هزازي بضرب السهلاوي. وتعود الحكاية بحسب مصادر «الحياة» إلى المحاضرة التي جمعت اللاعبين بمدرب المنتخب الأول الروماني أولاريو كوزمين، إذ كان السهلاوي استغرب خلالها تجاهل هزازي له في مباراة الصين في هجمة خطرة للأخضر، مؤكداً أنه لو كان تلقى تمريرة من زميله لكان أحرز هدف تعديل النتيجة، انتهى الاجتماع من دون خلاف لكن القصة لم تنته هناك. فور نهاية اجتماع اللاعبين كشف هزازي للسهلاوي عن غضبه منتقداً خروجه للتعليق على تلك الكرة في محاضرة تجمعهم بالمدرب، إذ يرى نايف أنه كان من المفترض أن يأتي ذلك التعليق بين الطرفين بشكل سري، وبعيداً عن الجهاز الفني واللاعبين، الحديث المنفعل لهزازي قاد إلى مشادة كلامية على مسمع من رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد، خصوصاً بعد أن تعالت أصوات المتخاصمين، رغبة اللاعبين في مواصلة الخلاف الحاد نقلتهم إلى غرف الملابس. في غرف الملابس تعالت الأصوات في شكل أكبر، ما دفع إلى التوقعات باشتباك الطرفين، وهو ما لم يحدث بحسب تأكيدات مصادر «الحياة»، تدخل لاعبو المنتخب لاحتواء الخلاف وأوقف قائد المنتخب سعود كريري وعدداً من زملائه النقاش بشكل عاجل، عادت الأمور إلى الهدوء بشكل تدريجي وخفت حدة النقاش. بعد ذلك خرج نايف هزازي واعتذر من زميله مؤكداً أن الخلاف وما تضمنه من عبارات جاء مدفوعاً بالغضب الذي تسبب في تطور الأزمة، معبراً عن ندمه على تطور المشهد. في ضوء تلك المصالحة، وبعد أن باتت أخبار الخلاف مشاعة اقترح رئيس الاتحاد السعودي تأكيد نهايته بصور ودية تجمع الطرفين، وبكعكة تقاسمها اللاعبون بعد تدريبات يوم أمس خلال مأدبة عشاء جمعت اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني والإداري، وفيما كان متفقاً أن تتكفل إدارة المنتخب بكلفة العشاء رفض كوزمين ذلك، وأصر على أن تكون تلك المأدبة هديته إلى اللاعبين بعد أن أرسل مترجمه قبل الجميع إلى المحاسب متكفلاً بقيمة المأدبة. ... واللاعبون يراجعون حساباتهم الفنية ب «تقرير أداء» طالب مدرب المنتخب السعودي، الروماني كوزمين أولاريو، اللاعبين بمراجعة حساباتهم الفنية، عندما سلّم كل لاعب تقريراً فنياً يتضمن إحصاء عن الأداء اللياقي والمهاري والتكتيكي في مباراة الصين الماضية. واستمر كوزمين في عقد اجتماعاته مع اللاعبين كافة، التي تتضمن محاضرات فنية مرئية لعرض الأخطاء الفنية أمام اللاعبين ومناقشتها ووضع الحلول العلاجية لها، وأخرى تقتصر على رفع الروح المعنوية وشحذ همم اللاعبين. بينما واصل «الأخضر» مساء أمس (الإثنين) تدريباته استعداداً لمواجهة كوريا الشمالية غداً ضمن مباريات الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية، التي تعد مباراة مفصلية للمنتخب السعودي في البطولة الآسيوية، إذ يتطلب منه تجاوز المنعطف الكوري الشمالي للدخول في دائرة المنافسة على التأهل إلى الدور الثاني، شريطة تجاوز منعطف منتخب أوزبكستان الآخر. وفي جانب آخر، سلّم رئيس بعثة المنتخب السعودي الدكتور خالد المرزوقي مهمة رئاسة البعثة للمهندس عبدالعزيز القرينيس، وذلك بسبب عودة الأول إلى السعودية للوقوف إلى جانب والده الذي يرقد على السرير الأبيض في أحد مستشفيات جدة، بينما يحظى «الأخضر» بمتابعة ميدانية يومية من رئيس اتحاد كرة القدم أحمد عيد والأمين العام للاتحاد أحمد الخميس، فيما جهزت إدارة المنتخب عدداً من التذاكر للطلاب المبتعثين لتوزيعها عليهم لحضور المباراة.