أفادت صحيفة "هآرتس"، الثلثاء، أن الحكومة الإسرائيلية الأمنية المصغرة ستبحث في جلستها اليوم اقتراحاً بتعيين "لجنة فحص" خاصة مهمتها فحص استنتاجات "تقرير غولدستون" الذي دان إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة مطلع العام الحالي. وأضافت أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان والمستشار القضائي للحكومة ميني مزوز يدعمون فكرة تشكيل اللجنة لوقف تدحرج "كرة الثلج" المتحرجة وإزالته عن الأجندة الدولية، وعلى أمل عدم وصول التقرير الذي تبناه الجمعة الماضي مجلس حقوق الإنسان إلى مجلس الأمن الدولي. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة قد لا تبت اليوم نهائياً في تشكيل لجنة الفحص. كما لم يتبين بعد إذا كانت الفكرة تحظى بتأييد غالبية الوزراء علماً أن وزير الدفاع ايهود براك وقادة الجيش يعارضون تعيينها بداعي أن الجيش أجرى تحقيقات في شكاوى تعرضت لممارسات بعض الجنود "ويجب الاكتفاء بها". وكان نتانياهو أبلغ وزراء "ليكود" أمس أن إسرائيل تلقت وعداً بفرض الفيتو في مجلس الأمن في حال ناقش التقرير. وحذر نتانياهو من أن بحث التقرير في مجلس الأمن أو الهيئة العمومية للأمم المتحدة قد يدفع بالمدعي العام في المحكمة الدولية في لاهاي إلى تقديم مسؤولين إسرائيليين للمحاكمة. وكان قادة دول اوروبية، في مقدمهم الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي ورئيس الحكومة البريطانية غوردون براون، حضوا نتانياهو على وجوب أن تشرع إسرائيل بفتح تحقيق مستقل في الادعاءات التي تضمنها التقرير حول ممارسات الجيش ضد مدنيين فلسطينيين، بداعي أن مثل هذا التحقيق سيقطع الطريق على نقل التقرير للمتابعة في مجلس الأمن. من جهته قلل نائب رئيس الحكومة سلفان شالوم من أهمية تقرير غولدستون واعتبره "عديم المغزى ومشوها وكاذبا وضعه قاض يهودي أراد أن يثبت انه موضوعي فوضع تقريراً غير موضوعي". ورفض شالوم تشكيل إسرائيل أية لجنة فحص وقال إنه ينبغي تجاهل استنتاجاته "وعدم التعاطي مع هذه المهزلة"، مثلما كما فعلت إسرائيل في حينه عندما رفضت قرار المحكمة الدولية في لاهاي الذي اعتبر جدار الفصل الذي أقامته إسرائيل في الضفة الغربية عنصرياً". يشار إلى أن تقرير غولدستون طالب إسرائيل و"حماس" بالقيام في غضون ستة أشهر بتحقيق مستقل في الادعاءات التي يشملها التقرير حول ارتكاب جرائم حرب، محذراً أنه في حال عدم تنفيذ ذلك سيتم التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. من جهته رفض القاضي غولدستون ادعاءات إسرائيل بأن من شأن تقريره عرقلة عملية السلام في الشرق الأوسط. وقال خلال لقائه حاخامات يهود في الولاياتالمتحدة إن العملية السياسية في الشرق الأوسط متوقفة أصلاً "حيال عدم رغبة وزير الخارجية الإسرائيلية بها". وكرر دعوته إسرائيل لإجراء تحقيق جدي في استنتاجات تقريره وقال إنه "في حال فعلت ذلك سينتهي الأمر".