شدد مفتي مصر شوقي علام على ضرورة «تجديد الخطاب الديني بالأخذ بالمصادر الأصلية للتشريع الإسلامي»، مشيراً إلى ضرورة أن «يوافق (التجديد) كل عصر باختلاف جهاته الأربع الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، بعيداً من الفكر التكفيري المتشدد». وأوضح أن «مساحة الثوابت تعتبر صغيرة إذا ما قورنت بالمتغيرات والظنيات التي تخضع لنظر العلماء المجتهدين، فيجتهدون في أحكامها مع مراعاة مقتضيات الواقع المعيش ومتغيراته». واعتبر علام في تصريحات صحافية أمس أن «المشكلة الكبرى الآن أن ذوي الفكر المتشدد والمنحرف يحاولون توسيع دائرة الثوابت بغير حق حتى يضيق على الناس دينهم ودنياهم فيسهل عليهم تبديعهم وتفسيقهم وصولاً إلى تكفيرهم، بل ينحرف فكرهم إلى استباحة دمائهم». وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي طالب في مناسبات عدة آخرها احتفال ذكرى المولد النبوي الأسبوع الماضي المؤسسات الدينية الإسلامية في مصر ب «تجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف والطائفية». وقال المفتي: «على الطرف الآخر قد يوجد من يحاول أن يوسع دائرة المتغيرات حتى تشمل بعض الثوابت المجمع عليها، فتتسع دائرة التفلت من الأحكام القطعية، ويشتد استقطاب المجتمع مما تنتج عنه الفتن والصراعات... وواجب الوقت يقتضي منا الآن أن نحدد المفاهيم الدائرة في ما هو قطعي وما هو ظني ليظل المجتمع المصري المتدين بطبعه على وسطيته المعهودة منه عبر التاريخ». ورأى أن «من أهم القضايا التي يجب الالتفات إليها وبيانها عند تجديد الخطاب الديني، تحديد القضايا التي استند إليها الفكر المتشدد في تصدير الوجه الدموي المُفترى على الإسلام والمسلمين في الداخل والخارج، مثل قضية الجهاد بمفهومه الصحيح الذي يحافظ على الإنسان مادام لم يعتد على الفرد أو المجتمع أو القانون الذي يحكم علاقاتهم ويرفع النزاع من بينهم».