لليوم الثاني عشر، تواصل مسلسل العنف في المدن الباكستانية ، وفجّر انتحاريان أحدهما امرأة استقلا دراجة نارية نفسيهما داخل مبنى للتحقيق الأمني في بيشاور، عاصمة الإقليم الحدودي الشمالي الغربي. ويُعتقد بأن المقر استخدم في انتزاع اعترافات من أسرى حركة «طالبان باكستان»، شكلت ركيزة معلومات لشن طائرات أميركية تعمل من دون طيار غارات على مناطق القبائل. تزامن ذلك مع تهديد «طالبان باكستان» بشن مزيد من الهجمات، في حال عدم وقف الحكومة الباكستانية دعمها لواشنطن. وأسفر الهجوم عن مقتل 11 شخصاً بينهم 3 شرطيين، ما رفع عدد ضحايا سلسلة الهجمات الانتحارية منذ مطلع الشهر الجاري الى 170 قتيلاً. وازدادت الانتقادات لعدم قدرة الحكومة المدنية على الإفادة من المعلومات الاستخباراتية لوقف المسلحين، وبينهم امرأة أخرى ومراهقون. وكتبت صحيفة «ذي نيوز» الباكستانية: «في أوقات الحرب لا مجال لارتكاب أخطاء تؤدي الى هذا الحجم من الموت والدمار». وكشفت الشرطة ان حراس المبنى فشلوا في منع المهاجمين الاثنين من اقتحامه، فيما برر وزير الداخلية رحمن مالك عجز أجهزة الأمن عن ملاحقة الجماعات المسلحة أو التصدي للعمليات الانتحارية، بقلة الموارد المالية المخصصة لتدريب العسكريين وتجهيزهم بمعدات حديثة لكشف المتفجرات والانتحاريين. وطالب الولاياتالمتحدة بتعويض هذا النقص، معلناً توقيف عشرات من المشبوهين في إطار التحقيق في الهجمات المنسقة التي استهدفت ثلاثة مراكز للشرطة في لاهور (شرق) أول من أمس، وأدت الى سقوط 28 قتيلاً بينهم 16 شرطياً و3 مدنيين و9 مهاجمين. في غضون ذلك، أكد الجيش ان سلاح الجو التابع له قتل أكثر من 30 متمرداً في غارات شنها شمال وزيرستان وغربها، ما يوحي بإمكان شنه هجوماً واسعاً على معقل «طالبان باكستان» في جنوب وزيرستان قريباً. وشكل ذلك محور لقاءات عقدها قائد الجيش الجنرال برويز كياني مع قادة أحزاب، لإطلاعهم على خطط الهجوم الذي يعتقد سياسيون كثيرون بأن كلفته ستكون باهظة على الصعيدين الأمني والبشري، مطالبين الحكومة والجيش بمحاورة المقاتلين القبليين وشيوخ المنطقة. وقصف مسلحو «طالبان» بالصواريخ معسكر لاندي نور التابع للجيش في منطقة شاكاي النائية جنوب وزيرستان أمس، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وجرح أربعة آخرين.