أجرت الشركة اليمنية لتصدير الغاز الطبيعي المسيّل، العمليات التجريبية لتسييل الغاز في مصنع بلحاف بنجاح تمهيداً لتدشين شحنة التصدير الأولى. وأعلن وزير النفط رئيس مجلس إدارة الشركة أمير العيدروس، «البدء في تصنيع الغاز الطبيعي المسيّل وإنتاجه ظهر أول من أمس في بلحاف»، لافتاً إلى أن «شحنة التصدير الأولى ستنطلق خلال الأسابيع المقبلة». واعتبر العيدروس بدء التصدير «إنجازاً كبيراً وحدثاً مهماً يجسد مستوى الشراكة القوية والناجحة القائمة بين الحكومة اليمنية والمساهمين الدوليين برعاية مباشرة من القيادة اليمنية». وأشار إلى أن «تدشين هذا المشروع وتصديره إلى العالم رسالة بليغة تعكس بوضوح حجم تطور البيئة اليمنية الجاذبة للاستثمارات، والقادرة على استقطاب أكبر المشاريع للشركات العالمية». ويُعدّ المشروع البالغة كلفته 4.5 بليون دولار، أكبر استثمار اقتصادي في تاريخ اليمن المعاصر، إذ يقوم على أساس ضخ الغاز الطبيعي من منشآت المنبع في «القطاع 18» في مأرب، عبر أنبوب بطول 320 كيلومتراً، وصولاً إلى محطة التسييل في بلحاف على البحر العربي جنوباً. وأوضحت الشركة اليمنية، التي تضم تحالفاً دولياً تقوده شركة «توتال» الفرنسية، أن «عملية تصنيع الغاز الطبيعي وإنتاجه بدأت من خط الإنتاج الأول، في حين يستكمل تجهيز خط الإنتاج الثاني، إذ ستصل كمية الإنتاج الكلية للمحطة الى 5.7 مليون طن متري في السنة». وستصدّر الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسيّل الطاقة الإنتاجية للمحطة كاملة ضمن ثلاثة عقود رئيسة طويلة المدى فترة 20 عاماً، مع كل من شركة «توتال» للغاز والطاقة وشركة «جي دي أف سويز» لسوق أميركا الشمالية، وشركة «كوغاز» للسوق الكورية. وعلمت «الحياة» ان رئيس «توتال» كريستوف دو مارجوري وضع ثقله وراء المشروع لدعم اليمن في ظل تراجع أسعار الغاز ووفرة المعروض منه في الأسواق. وراهن دو مارجوري على زيادة قريبة للطلب على الغاز، خصوصاً في الأسواق الآسيوية، لا سيما السوق الصينية. ويأمل في ان يضخ المشروع إلى اليمن الذي يعاني ظروفاً اقتصادية خانقة مداخيل كبيرة بالعملة الصعبة. وبدأت الأعمال الإنشائية لمشروع الشركة اليمنية للغاز الطبيعي في آب (أغسطس) 2005، ويتألف الشركاء من «توتال» الشريك الرئيس بنسبة 39.62 في المئة، والشركة اليمنية للغاز (تابعة لوزارة النفط) 16.73 في المئة، و «هنت» الأميركية 17.22 في المئة، ومؤسسة «أس كي» الكورية للطاقة 9.55 في المئة، والمؤسسة الكورية للغاز «كوغاز» 6 في المئة، والهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية والمعاشات 5 في المئة، وشركة «هيونداي» الكورية بنسبة 5.88 في المئة. وأوضحت الشركة اليمنية، أن المشروع «أوجد أثناء المرحلة الإنشائية آلاف الوظائف لليد العاملة المحلية، إذ بلغ عدد العاملين في محطة التسييل في بلحاف حوالى 10 آلاف، وألفي عامل خلال مرحلة إنشاء خط الأنبوب». ويتوقع أن يدر المشروع في السنوات العشرين المقبلة عائدات من 30 بليون دولار الى 50 بليوناً. وأملت الحكومة اليمنية أن يمثل حافزاً اقتصادياً مهماً يساهم في تسريع وتيرة النمو والتقدم الاقتصادي، ويساعد على جذب الشركات العالمية الكبرى خصوصاً في مجال الطاقة.