وضع الصانع البريطاني العريق الذي سبق وقدّم أيقونته الرياضية لسباقات فورمولا واحد F1 (1993 - 1998)، وكذلك سيارته سوبر كار بالتعاون مع ماركة شتوتغارت «مرسيدس - بنز SLR ماكلارين» 2003 - 2008، حجر الأساس لأولى سياراته السوبر الرياضية «ماكلارين MP4 - 12C»، الذي نال جسد كوبيه من بابين إضافة الى محرك وسطي الوضعية، وقد طوّر في مركز ماكلارين التقني الذي يقع على مساحة 500 ألف متر مربع في منطقة ووكينغ البريطانية، من دون الاستعانة بأي مكوّنات من أي سيارة أخرى، على نقيض طراز «مرسيدس - بنز SLR ماكلارين» الذي استفاد من مكوّنات مشتركة ممهورة بتوقيع مرسيدس - بنز وماكلارين على حد سواء. ويشير الاسم MP4 الى «المشروع الرابع لماكلارين» أي التصميم الأصيل لهياكل سيارات ماكلارين في فورمولا واحد منذ عام 1981، أما الرقم 12 فيُشير إلى التأكيد على الأداء القوي والفعالية الاقتصادية والأيرودينامية، والحرف C الاستعانة بتقنية ألياف الكربون. تحت شعار «كل شيء صُمّم لسبب»، أكد مدير قسم التصميمات لدى ماكلارين فرانك ستيفنسون على الأيرودينامية والأبعاد المُدمجة والعملانية ومستويات الأداء العالية لماكلارين MP4 - 12C مع عدم التضحية بمعدّلات استهلاك الوقود والانبّعاثات الكربونية الملوّثة. وفي هذا السياق، راعت فتحات التهوئة واللمسات الجمالية التصميمة المختلفة، بل وحتى أسفل السيارة، تعزيز مستويات الأيرودينامية الهوائية، لتسمح بتدفّق الهواء بكل سلاسة بين الأسطح المحدّبة والمقعّرة للخطوط الخارجية أثناء القيادة على السرعات العالية. كما جاء المقدّم منخفض تماماً من جراء عدم اعتماد شبك تهوئة أمامي لتبريد المحرّك، والاكتفاء بمبرّدين مثبّتين طولياً على الجوانب. وتبرز في الجهة الأمامية فتحات التهوئة الكبيرة والمصابيح الرئيسة فئة «بي-كزينون» المتأقلمة التي تتضمّن لمبّات «ليد» المتوهّجة، مع توسّط شعار ماكلارين في المنتصف. كما جاءت ألواح الزجاج الأمامية كبيرة وبزاوية منحدرة لتعزيز مستويات الرؤية. وتبرز من الجوانب فتحات التهوئة الكبيرة التي تعمل على التهوئة المباشرة للمبرّدين الجانبيين، إلى جانب الأبواب المجنّحة التي تُفتح بزاوية واسعة لسهولة دخول الراكبين وخروجهما من السيارة. وبالانتقال إلى المؤخّر، ويتضمّن المؤخر لمسات رياضية مميّزة، شأن عاكس الهواء الذي يعمل على تعزيز الضغط العمودي على المحور الخلفي، ومخرجي العادم المثبّتين بوضعية مرتفعة في منتصف السيارة، مع عدم إغفال المصابيح الخلفية العاملة بأضواء «ليد» بدورها، والتي تتخفى وراء دعامات أفقية سود، وتظهر للعيان بمجرد إضاءتها. أما عن الجناح الخلفي المتحرك، والذي يرتفع بمجرد بلوغ السيارة لسرعة 120 كلم/س، فيعمل على تعزيز قوى الكبح عموماً حيث يقوم بعمل المكابح الهوائية في الطائرات المقاتلة، من طريق تحركه بزاوية 65 درجة بمجرد الضغط بقوة على دواسة الكبح، ما يُشكّل معه ضغطاً إضافياً على المحور الخلفي للسيارة ذات الدفع الخلفي، علماً أنه سبق ودعّم بطراز مرسيدس - بنز SLR ماكلارين. مقصورة رحبة تتسع مقصورة ماكلارين MP4 - 12C لمقعدين، وهي رحبة وعملانية وبسيطة الطابع من غير مغالاة وتتضمّن تقنيات مبتكرة، وإن كان همّها الأساس راحة السائق. وفي هذا السياق، تبرز الشاشة قياس 7 بوصات بأعلى الكونسول الوسطي، والتي تعرض المعلومات الحيوية بطريقة «طولية» تختلف عن تلك العرضية التقليدية. أما المقود المُدمج ثلاثي الأذرع، فبات مغلّفاً بتصميم أنيق لا تقاطعه أي أزرار أو عتلات تحكّم تصرف ذهن السائق عن القيادة، استعير من سيارات فورمولا واحد. ويشار إلى أن المقصورة عموماً لا تتضمّن أزراراً وعتلات التحكّم بالوظائف المختلفة، بل اختزلت كلها في أزرار وعتلات محدودة. كذلك يجلس السائق والراكب الوحيد في وضعية متقاربة، ما سمح بتوفير مساحة إضافية بين السائق وألواح الأبواب بجانبه، لم توفّر مساحات كافية لتحرّك الأذرع عند المناورات فحسب، وإنما سمحت بالاستعانة بكونسول إضافي مثبّت على كل باب على حدة، ما سمح بتوزيع منظّم للأزرار والعتلات، لاسيما الدوّارة منها. وزودت ماكلارين MP4 - 12C بمقاعد رياضية مصنوعة من ألياف الكربون خفيفة الوزن شديدة المتانة، وهي ذات حواف نافرة لتثبيت السائق والراكب الأمامي عند الدخول على المنعطفات القاسية، غُطيت بالجلد الفاخر شأنها شأن المقود، إضافة إلى مكيّف عالي الفعالية والذي يمكن برمجة خياراته أوتوماتيكياً والنظام الصوتي المتطوّر. أما ابرز تجهيزات الأمان والسلامة، فتتمثل بالهيكل الصلب المكوّن من الألياف الكربونية المضغوطة، مع زيادة الصلابة الالتوائية للهيكل عموماً، علماً أن الألواح القابلة للالتواء عند وقوع أي حوادث اصطدام، تهدف إلى امتصاص الصدمات مع إبعادها قدر الإمكان عن الركاب، إلى جانب تجهيزات أخرى للسلامة، شأن الوسادات الهوائية المتنوّعة، ومساند الرأس النشطة، التي تحول دون التواء العنق عند حوادث الاصطدام العنيفة، فضلاً عن أحزمة الأمان ثلاثية نقاط التثبيت والمزوّدة بخواص الشدّ المسبق والارتخاء التدريجي. 600 حصان ميكانيكياً، جُهزت «ماكلارين MP4 - 12C» بمحرك من فئة V8 مزوّد بشاحني هواء «توربو» أو نظام شحن هوائي مزدوج بسعة 3.8 ليترات، يولّد قدرة 600 حصان وعزم 600 نيوتن - متر عند عدد دورات يتراوح ما بين 2000 و 8500 د.د، من خلال اتّصال المحرك بعلبة تروس شبه آلية فئة SSG من سبع سرعات مع قابض فاصل مزدوج يُمكن تعيير نسبها يدوياً عبر الضغط المتعاقب، تنقل عزم الدوران إلى العجلات الخلفية، مع إمكان اختيار ثلاث وضعيات قيادة مختلفة، منها العادية أو اليدوية والرياضية وأخيراً الأوتوماتيكية. ويمكن لماكلارين MP4 - 12C الانطلاق من السكون إلى سرعة 100 كلم/ساعة في أقل من أربع ثوان، مع بلوغ سرعة قصوى تتعدى ال 320 كلم/س. وتتكون أنظمة التعليق من شوكة مزدوجة ونوابض حلزونية أكثر قساوة، فضلاً عن أسطوانات تخميد مصنوعة من الألومينيوم المتين تتصل هيدروليكياً مع بعضها بعضاًً، وذلك في الجهتين الأمامية والخلفية، كما يُمكن ضبط ارتفاعها وهامش ارتدادها تبعاً لثلاثة أنماط قيادة مختلفة، وهي: العادية والرياضية والأداء العالي. كما زودت هذه السيارة بأسطوانات كبح مصنوعة من السيراميك تتميز بمقاومتها العالية للحرارة الناجمة عن الكبح وبطول عمرها مقارنة بأقراص الكبح المعدنية التقليدية، إضافة إلى نظام موجّه الكبح الذي يعمل على الكبح داخل العجلات الخلفية عند الدخول في المنعطفات القاسية. www.carsandspeed.com