فيما شيعت جموع غفيرة من المصلين ظهر أمس في جامع الدعوة في تبوك المعلمات الأربع اللائي قضين مع سائقهن في حادثة مرورية أثناء عودتهن من مدارسهن في مركز المويلح أول من أمس، حمّل أشقاء وأقرباء للضحايا الشركة الناقلة مسؤولية الحادثة، مؤكدين أنها لا تهتم بأرواح البشر بتغييرها المستمر لقائدي الحافلات، في حين وجّه وزير النقل المهندس عبدالله المقبل برفع تقرير عاجل عن موقع الحادثة بطريق «تبوك – شرما» من جهتة، قدّم أمير منطقة تبوك فهد بن سلطان تعازيه ومواساته لأسر وذوي المعلمات اللائي قضين في الحادثة المرورية أمس الأول، بعد عودتهن من مدارسهن على طريق «شرما - تبوك».وجاءت التعزية من خلال الزيارة التي قام بها أمس، وكيل إمارة منطقة تبوك المساعد جريد العنزي والمدير العام للتربية والتعليم بمنطقة تبوك الدكتور محمد اللحيدان، لأسر وذوي المعلمات المتوفيات ليلى العنزي، نورة الحويطي، أمجاد البيشي في منازلهم بمنطقة تبوك، والتعزية هاتفياً لذوي المعلمة أسماء العنزي في محافظة تيماء، إذ دعوا الله أن يتغمد الفقيدات بواسع رحمته، وأن يلهم أسرهن وذويهن الصبر والسلوان.من جهتهم أعرب ذوو المعلمات المتوفيات عن شكرهم وتقديرهم لأمير منطقة تبوك والمسؤولين بالمنطقة، فيما وجّه الدكتور اللحيدان المساعدة لتعليم البنات نجلاء الشامان بالاطمئنان على حالتي المعلمتين المصابتين في الحادثة ذاتها. وأوضح محمد الغضوري شقيق زوج المعلمة ليلي فضي العنزي أم لطفلين «عبدالله خمسة أعوام وسجى عامان» بأن لها عامين وهي تعمل معلمة في المويلح كما عملت ثلاثة أعوام في منطقة القصيم، مضيفاً ل«الحياة»: «هي المرة الأولى التي يقوم السائق بإيصالهن لموقع عملهن بعد استبداله»، مؤكداً أن إحدى المعلمات أبلغت الدوريات المرورية أثناء رحلتي الذهاب والعودة عن تهور قائد الحافلة التي تقلهن قبيل وقوع الكارثة. من جهته، قال سلطان الخمعلي شقيق المعلمة أسماء عايش «معلمة لغة عربية» بأن شقيقته نقلت أخيراً إلى «المويلح» من إحدى قرى جازان، ولديها من الأبناء ستة أطفال منهم ثلاثة يدرسون في المرحلة الابتدائية، مؤكداً أن الشركة الناقلة للمعلمات لا تهتم بأرواح الناس لتغييرها المستمر والمتكرر لقائدي المركبات. وأضاف: «الشركة المسؤولة عن نقلهن استبدلت أكثر من مرة قائدي تلك الحافلات، لذا نحملها مسؤولية عدم التأكد من حال وأعمار قائدي الحافلات». وتحدث بكلمات طغى عليها التأثر والحزن موجهاً كلماته للمسؤولين، بالقول: «اتقوا الله في بنات المسلمين، لو أنهن من بناتكم، فلن ترضوا بهذه الطريقة الرديئة في نقلهن»، مشدداً على أهمية معاقبة الشركة المتسببة في الحادثة، إذ أنها ليست المرة الأولى التي تتسبب بها. بدوره، أعرب المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة تبوك الدكتور محمد اللحيدان عن تعازيه ومواساته ومنسوبي التربية والتعليم بالمنطقة كافة لأسر وذوي المعلمات أسماء العنزي، ليلى العنزي، أمجاد البيشي، نورة الحويطي، اللاتي قضين في الحادثة، وأدى مدير التعليم ومساعده ومديري الإدارات مع جموع المصلين الصلاة على المعلمات المتوفيات والمشاركة في تشييعهن لمقبرة تبوك. بدوره، وجّه وزير النقل المهندس عبدالله المقبل الإدارة العامة للطرق والنقل بمنطقة تبوك، بالوقوف على موقع حادثة المعلمات التي وقعت أمس في طريق «تبوك - شرما»، ورفع تقرير عاجل عنها.