تراجعت أسعار النفط إلى مستوى منخفض جديد في خمس سنوات ونصف السنة أمس بفعل المخاوف من تخمة الإمدادات العالمية والطلب الضعيف. وأظهرت بيانات من وزارة الطاقة الروسية ارتفاع إنتاج موسكو إلى ذروة جديدة لما بعد الحقبة السوفياتية العام الماضي، إذ سجل 10.58 مليون برميل يومياً في المتوسط بزيادة 0.7 في المئة بفضل صغار المنتجين غير التابعين للدولة. وسجلت الصادرات العراقية أعلى مستوى لها منذ 1980 في كانون الأول (ديسمبر) وفق ناطق باسم وزارة النفط بفضل مبيعات قياسية من مرافئ الجنوب. وفقد الخامان القياسيان - «برنت» وغرب تكساس الوسيط - أكثر من نصف قيمتهما منذ منتصف 2014. ونزل سعر «برنت» تسليم شباط (فبراير) إلى 55.25 دولار للبرميل مسجلاً أدنى مستوى منذ أيار (مايو) 2009، ثم تحسن قليلاً إلى 55.67 دولار بانخفاض 75 سنتاً. ونزل الخام الأميركي إلى 51.40 دولار وهو أيضاً أقل مستوى له منذ أيار 2009، ثم تعافى بعض الشيء إلى حوالى 51.90 دولار. وقال آدم لونجسون المحلل في «مورغان ستانلي»: «من الصعب التكهن بتحسن كبير في العوامل الأساسية للنفط في المدى القريب، فإمدادات جديدة دخلت السوق ما عوض أثر المشاكل الليبية. وأتى معظم الصادرات الإضافية من روسيا والعراق». ونقل موقع وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت عن وزير النفط بيجن زنغنة قوله إن أسعار الخام ستدور بين 60 و90 دولاراً في الأشهر المقبلة، مضيفاً أن الورقة الوحيدة في جعبة «أوبك» للتأثير في السوق هي المعروض. وبرزت أخيراً مراكز التحوط أو الاحتياطات المالية لدى الشركات كعامل مؤثر في الأسواق. وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي الشهر الماضي إن بعض الشركات التي تتبنى سياسات التحوط لديها مراكز تغطي الإنتاج حتى نهاية 2014 أو بداية 2015 مضيفاً أن على «أوبك» الانتظار حتى الربع الأول من السنة لترى كيف ستسير الأمور. إلا أن أوبك تبني آمالها على التقارير الفصلية للشركات التي صدرت قبل أشهر وكشفت من خلالها شركات التنقيب عن محافظ التحوط. وفي حين لا تظهر مؤشرات على تحول في الاتجاه النزولي، فإن بعض الشركات على الأقل يبني مراكز تحوط جديدة لتفادي تراجع أكبر للإيرادات وكي تواصل الإنتاج لفترة أطول من المتوقع هذا العام. وقال إد مورس، رئيس بحوث السلع الأولية في «سيتي غروب»، وهو من أكبر البنوك الأميركية المنخرطة في نشاطات التحوط: «ينبغي ألا تتوقع أوبك أن ترى تأثيراً في وتيرة نمو إنتاج النفط الصخري الأميركي في النصف الأول من العام والتأثير سيضعف كثيراً في النصف الثاني بسبب تحوط المنتجين».