أوصت ندوة مأذوني الأنكحة في المملكة، بإجراء الفحوصات الصحية المتعلقة بالزواج في المراحل الثانوية للبنين والبنات، لإعطاء الوقت الكافي لاتخاذ القرار المناسب، واعتماد قرار إلزامية الفحص الطبي قبل الزواج بضوابطه المتبعة الآن لما له من فوائد طبية على المجتمع. وطالب مأذونو الأنكحة في التوصيات الختامية للندوة، التي استمرت يومين، وشارك فيها أكثر من 400 متخصص، بينهم أعضاء في هيئة كبار العلماء، واستشاريون صحيون، بضرورة «إقامة جمعية خاصة لمأذوني الأنكحة، تحت إشراف وزارتي الصحة والعدل، والرفع إلى العلماء لدراسة المسائل الطبية المتعلقة بأمراض الدم، بعدما تبين أضرارها على الفرد والمجتمع». ودعت التوصيات إلى تكرار الندوات المتخصصة، مع «ضرورة التزام مأذوني الأنكحة بشهادة الفحص الطبي، وإقامة ورش توعية لهم، لزيادة وعيهم الصحي، وكذلك تفعيل دور مراكز التنمية الأسرية والجمعيات الخيرية، بتثقيف المتقدمين الجدد على الزواج، وتقليل حالات الطلاق». واختتمت أول من أمس فعاليات الندوة، التي تعد أول ندوة طبية شرعية تثقيفية لمأذوني الأنكحة على مستوى المملكة، بتنظيم من إدارة التوعية الدينية، وبالتعاون مع إدارة التدريب والإبتعاث في صحة الأحساء، وبإشراف من إدارة التوعية الدينية في وزارة الصحة، وحضرها عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع، والمدير العام للإدارة العامة لمأذوني عقود الأنكحة في وزارة العدل محمد البابطين، ومدير صحة الأحساء حسين الرويلي، ومأذوني الأنكحة من مختلف مناطق المملكة. وكشف استشاري الطب النفسي العام والطب النفسي الدكتور علي الخرس، أن «الأرقام الإحصائية المسجلة لمرض فقر الدم المنجلي الوراثي في المنطقة الشرقية، تصل إلى 1.7 في المئة، فيما تبلغ نسبة الحاملين للمرض نحو 30 في المئة»، مشيراً إلى أن «الأطفال المصابين بهذا المرض، عرضة لكثير من المشكلات العصبية والمعرفية والنفسية والاجتماعية، وكذلك أسرهم معرضة لكثير من المشكلات الأسرية». من جانبه، أوضح المحاضر في الندوة أخصائي الطب النفسي في مستشفى الصحة النفسية في الأحساء الدكتور محمد عبدالحليم أن «ما نسبته 45 في المئة من الأطفال المصابين بالمنجلية من سن 8 إلى 11 سنة، يعانون من التبول الليلي، بسبب فشل الكلية في تركيز البول وشرب كميات كبيرة من السوائل، بالإضافة إلى تعرض نحو خمسة في المئة منهم إلى جلطات في الدماغ، تؤدي إلى خلل في القدرات العقلية، ويتعرض بعض الأطفال الأقل من 10 سنوات للعمى، نتيجة تلف في الشبكية، بجانب بطء وعوق النمو، ما يؤخر البلوغ، ويجعل المصاب يبدو أصغر من عمره، ولا يقوى على التنافس العضلي مع أقرانه، ما يعرضه للسخرية». وأضاف أن «بعض المرضى من هذه الفئة، وفي مرحلة المراهقة، يعاني من عدم الرضا بمظهر أجسامهم، ما يؤدي بهم للانطواء والانسحاب اجتماعياً مع ظهور أعراض الاكتئاب، وكذلك في مرحلة المراهقة، وما بعدها قد تظهر لديهم مشكلات الاعتماد (الإدمان) على مسكنات الألم، مع أعراض القلق ونوبات الهياج وتوهم المرض». وأشار إلى أن «المضاعفات النفسية العضوية تحدث عادة نتيجة للمرض أو لمضاعفات العلاج». وقال: «لوحظ تدني المكون اللفظي للذكاء في بعض ممن يعانون من الثلاسيميا، ويعزى ذلك لأثر الأنيميا على خلايا المخ أو بسبب التدهور المعرفي الناتج من ترسب الحديد في المخ، وأن الاضطرابات النفسية التي تحدث لاحقاً ربما تكون بسبب مضاعفات اضطراب وظائف الغدد الصماء المصاحب للثلاسيميا». وشدد رئيس قسم التدريب والتطوير في مركز التنمية الأسرية في الأحساء فؤاد الجغيمان، على «ضرورة تنفيذ البرامج التدريبية للمقبلين على الزواج، بهدف تحقيق السعادة الأسرية، وتخفيف ظاهرة الطلاق، وزيادة مستوى الإدراك والمسؤولية، لدى المقبلين على الزواج»، مشيراً إلى أن «تلك الدورات، حققت نجاحات بانخفاض نسبة الطلاق من 24 في المئة إلى 14 في المئة خلال عامين، وفي القصيم كانت نسبة الطلاق في العام الماضي للمشاركين في الزواج الجماعي 1 في المئة»، داعياً مأذوني الأنكحة إلى «بحث وتشجيع المقبلين على الزواج للتدريب على برنامج».