عندما يسمع أحد سكان محافظة الليث مفردة «كدوة»، فلا يتبادر إلى ذهنه سوى مدرسة الكدوة الابتدائية، ثاني أقدم مدرسة في المحافظة، والتي تأسست في العام 1364ه. والكدوة هي إحدى قرى وادي حلي، وتعد أكبر قرى هذا الوادي من حيث الكثافة السكانية، إذ يبلغ عدد الأهالي فيها أكثر من عشرة آلاف فرد، وعلى رغم هذا العدد الكبير إلا أن القرية ما زالت تفتقد الكثير من الخدمات الأساسية والمشاريع التنموية واللمسات الحضارية التي تضفي عليها شيئاً ولو قليلاً من الجمال. ويؤكد حمد العلوي بأن إيجاد أرض لبناء مسكن بات هاجساً لكثير من الأهالي، مطالباً بإيجاد مخطط بإشراف البلدية، خصوصاً في ظل كثرة المباني التي غصت بها القرية. ويبرر العلوي هذا المطلب بأن الكثير من الشباب المقبلين على الزواج اضطروا إلى السكن في شقق مستأجرة في قرى أخرى قريبة من الكدوة، «هذا يعني أن هناك أزمة سكن وندرة في الأراضي»، مؤكداً: «لنا أكثر من 20 سنة ونحن نحلم بهذا المخطط وتوزيع الأراضي الذي أصبح مثل معادلة مستحيلة الحل عند البلدية التي ترى تنفيذ المخطط وربطه ببلدة الكدوة، وهذا بدوره سيلحق الضرر بالكثير من المنازل، بينما الحل الأسلم هو تنفيذ المخطط شمال القرية من دون المساس بمنازل متوارثة يزيد عمرها عن 35 سنة». ويقول إبراهيم الصمي أحد سكان البلدة إن بشائر الفرح لاحت في سماء القرية عندما أعلنت البلدية أسماء الحاصلين على منح في مخطط الكدوة عبر الصحف وعليهم مراجعة البلدية، لافتاً إلى أن اسمه كان من ضمن الأسماء، «عند ذهابي إلى البلدية كانت الصدمة كبيرة، فقد أوضح الموظف عدم وجود توزيع للأراضي وأن جميع الأسماء التي وردت في الصحف كان لديها نقص في البيانات». ويتطرق حمزة العلوي إلى موضوع آخر يرى أنه أكثر أهمية، ألا هو تحلية المياه، ويستغرب أن يكون مشروع المياه المحلاة مجاوراً لبعض المنازل، ومع ذلك لا يستفيد منه السكان، «يحلم سكان هذه القرية بالاستفادة من هذا المشروع الحيوي، إلا أن عدم اهتمام المسؤولين أبقى السكان على حالتهم الأولى المعتمدة على مياه الآبار». ويضيف: «بحكم سكني في منتصف البلدة وقرب مشروع شبكة المياه من بيتي إلا أنه في حال مراجعة المسؤول عن هذه الشبكة يذكر لي انه يتوجب علينا دفع مبلغ 30 ألف ريال قيمة المواسير من أجل إيصال الماء للحارة التي أسكنها، ما جعلنا نصرف النظر عنها لارتفاع الكلفة». وعلى رغم قدم التعليم في الكدوة، إلا أن ذلك لم يشفع بتوفير بعض الخدمات لمدرسة الكدوة وفي مقدمها الأسفلت. ويتابع: «كم كانت تغمرنا السعادة ببناء مدرسة حكومية للبنات بدلاً من المبنى المستأجر التي يزيد عمره عن 30 سنة، إلا أن الفرحة لم تكتمل بسبب الكثبان الرملية المحيطة بالمبنى الجديد، وبات من الصعب الوصول إليها من دون أن تعلق السيارة في هذه الرمال، ولذا نرجو من البلدية سفلتة الطريق المؤدي إلى المدرسة، خصوصاً أن المسافة لا تزيد عن 500 متر». ويشير العلوي إلى ضرورة إنارة الشوراع وتزيينها بالأشجار، إضافة إلى توفير شبكة للهاتف الثابت.