واشنطن، روما، تيرانا، لندن، باريس - «الحياة»، يو بي آي، أ ف ب - أعلن مساعد وزير المال الاميركي لشؤون تمويل الإرهاب ديفيد كوهين ان الوضع المالي لتنظيم «القاعدة» يعتبر الأسوأ له منذ سنوات، بتأثير الخطوات الكبيرة التي اخذتها واشنطن لعرقلة شبكات تمويل التنظيم، «ما يحتم تراجع نفوذ التنظيم». وقال كوهين لصحيفة «واشنطن تايمز»: «استهدفت وزارة المال الأميركية المانحين وجامعي التبرعات والجهات التي تسهّل عمل الجماعات الإرهابية في الولاياتالمتحدة وخارجها، ونجحت جزئياً في عرقلة تدفق اموال إلى القاعدة وحركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني». وأشار الى ان «القاعدة» أطلقت أربع مناشدات علنية للحصول على تمويل في الشهور الستة الأولى من العام الحالي، إحداها في حزيران (يونيو) الماضي، «حين اشتكى أحد قادتها من ان النقص المالي بدأ يؤثر سلباً على التجنيد والتدريب». لكن كوهين حذّر من ان «القاعدة» ما زالت تملك قدرة إعادة ملء خزينتها بسرعة، «لذا يحتاج تفكيك شبكة تمويل التنظيم بالكامل إلى تعاون مع المجتمع الدولي، خصوصاً في منطقة الخليج وجنوب شرقي آسيا»، مشيراً الى ان منظمات ارهابية اخرى بينها حركة «طالبان» في أفغانستان أقوى مالياً من «القاعدة»، وتشكل خطراً كبيراً على الولاياتالمتحدة ومصالحها في العالم. وكان المبعوث الأميركي الخاص الى أفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك كشف اخيراً أن حركة «طالبان» تحصل على القسم الأكبر من تمويلها من متبرعين أفراد في الخليج، وارتكاب جرائم تقليدية مثل تجارة المخدرات والتهريب والقرصنة الإلكترونية. وغداة الهجوم الانتحاري الفاشل على ثكنة سانتا باربرة للجيش الايطالي في ميلانو (شمال)، اعتقلت السلطات ليبياً ومصرياً للاشتباه في انهما شاركا الليبي محمد غامي في تنفيذ الهجوم الذي اسفر عن اصابة جندي بجروج طفيفة. وأوقفت الشرطة الرجلين بأمر من مدعي ميلانو، ماوريتسيو رومانيللي، بعدما استجوبت اسرة واصدقاء محمد غامي الذي فقد يده وبصره في الهجوم. وأعلنت العثور على كمية مئة كيلوغرام من المتفجرات بينها 40 كيلوغراماً من نترات الامونيون و60 كيلوغراماً من مواد كيمياوية في شقة قريبة من الثكنة. وأفادت وسائل اعلام ايطالية ان غامي الذي يعيش في ايطاليا منذ عام 2003 لديه صديقة ايطالية واطفال. وفقد وظيفته اخيراً وعانى من انهيار عصبي جعله يتردد إلى مسجد قريب من منزله ومن الثكنة، حيث تحول إلى التشدد الاسلامي وأراد أن يجبر ايطاليا على الانسحاب من أفغانستان. وتظهر تقارير استخباراتية واحتجازات ان جماعات متشددة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» من شمال افريقيا تنشط في ايطاليا، وتنفذ غالباً مهمات تجنيد مسلحين وتمويل هجمات يخطط لها في مناطق اخرى في اوروبا، أو من أجل القتال في أفغانستان والعراق. وفي البانيا، أوقف اسلامي يدعى ارتان كريستو ويعرف باسم محمد عبدالله في مدينة دوريس (شمال غرب) بتهمة التحريض على الارهاب عبر استخدام موقع الكتروني يرتاده مسلمون للدعوة الى تنفيذ عمليات ارهابية باسم الاسلام. ونشرت النيابة عنوان الموقع الالكتروني الذي دعا فيه المشبوه «كل المؤمنين بالاسلام الى التضحية الكبرى». ويشتبه في تورط كريستو الذي أقام لفترة طويلة في سوريا ومصر، بجريمة قتل سالي تيفاري، ممثل مسلمي البانيا، في كانون الثاني (يناير) 2003. وفي بداية التسعينات من القرن العشرين، سعى متطرفون اسلاميون قدموا من بلدان شرق اوسطية، الى الاستقرار بشكل دائم في البانيا. وأوقفت السلطات بالتعاون مع اجهزة استخبارات اجنبية اكثر من 20 شخصا مرتبطين ب «القاعدة» في السنوات الاخيرة ثم طردتهم. وفي بريطانيا، اعتقلت الشرطة رجلاً في ال47 من العمر في مدينة بنوورثام بمقاطعة لانكشاير بموجب قانون مكافحة الارهاب، وفتشت منزله من دون ان تكشف هويته. وفي فرنسا، اتهم الادعاء المهندس النووي الذي يعمل في المركز الاوروبي للبحوث النووية في جنيف وأوقف مع شقيقه في فيين (وسط) الاسبوع الماضي بالانتماء «الى عصابة اشرار على صلة بجماعة ارهابية»، هي «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي». وأكد الادعاء ان المشبوه كان في مرحلة «التمني والرغبة في شن هجوم، ولم ينفذ أعمالاً مادية تحضيرية»، واجرى مراسلات عبر الانترنت مع عضو في «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي». وأفاد المركز الاوروبي للبحوث النووية الجمعة الماضي بأن المهندس «لم يطلع على اي عنصر يمكن استخدامه لغايات ارهابية»، موضحاً انه خبير في الفيزياء يعمل على مشاريع تحليل معلومات فيزيائية في المركز منذ عام 2003، وان اياً من بحوثه لا تتضمن تطبيقات عسكرية محتملة».