توفي الناشط في حركة «حماس» يوسف أبو زهري في سجن مصري بعد ستة أشهر من احتجازه بتهمة التسلل إلى سيناء عبر أحد الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة. وفي وقت أكدت القاهرة أن «الوفاة طبيعية نتيجة هبوط في القلب»، اتهمت الحركة أجهزة الأمن المصرية بتعذيبه حتى الموت. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية مصرية أمس أن أبو زهري (38 سنة)، وهو شقيق الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري ومرافقه الشخصي، توفي في سجن برج العرب قرب مدينة الاسكندرية الساحلية وسلمت جثته الى ذويه. وأشار مصدر إلى أن أبو زهري توفي أول من أمس «بأزمة صحية»، وأنه «كان مريضاً بالقلب والصفراء». وقبضت الشرطة المصرية على أبو زهري في نيسان (أبريل) الماضي في مدينة العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء، خلال مداهمات استهدفت القبض على أعضاء خلية تابعة ل «حزب الله» اللبناني، بعد دخوله الأراضي المصرية مستخدماً نفقاً سرياً تحت خط الحدود مع غزة، واحتجز في سجن يتبع مباحث أمن الدولة التي استجوبته هو وصاحب المنزل الذي كان يقيم فيه، قبل نقله إلى القاهرة لاستكمال استجوابه. واتهمت «حماس» مصر بتعذيب يوسف أبو زهري حتى الموت. واستنكرت «قتله»، معتبرة أن ما جرى «حادثة خطيرة وغريبة من نوعها تفاجأت بها الحركة كما كل أبناء شعبنا الفسطيني... وتحتاج إلى وقفة جادة وتحمل المسؤولية». وطالبت «المسؤولين في مصر بالتحقيق في هذه الحادثة وكشف ملابساتها ومحاسبة المتسببين في استشهاد الشهيد يوسف». وطالبت «القيادة المصرية بالإفراج فوراً عن المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم (القيادي في «كتائب القسام» الذراع العسكرية للحركة) الأخ القائد أيمن نوفل، قبل أن يقضوا في السجون على اثر تعذيب مماثل، لا سيما أن القلق بات يساورنا أكثر على حياة كل معتقلي الشعب الفلسطيني في سجون مصر». ودعت منظمات حقوق الإنسان المصرية والعربية إلى «تحمل مسؤولياتها وفضح الجريمة واتخاذ كل الإجراءات اللازمة للتحقيق وتقديم المجرمين إلى العدالة». واعتبرت أن الوفاة حدثت «إثر تعرضه للتعذيب الجسدي الذي أدى إلى نزيف داخلي استمر أسبوعين حتى فاضت روحه». وأضافت أنها أجرت «اتصالات مع المسؤولين في مصر مرات عدة خلال فترة اعتقاله من أجل استنقاذ حياته وطالبناهم بنقله إلى إحدى المستشفيات لعلاجه لكن من دون جدوى». وأشارت إلى أنه «كان استغاث بأهله من خلال اتصال قصير من داخل سجنه ناشدهم خلاله الاتصال بالمسؤولين المصريين لإنقاذ حياته». واتهم سامي أبو زهري مصلحة السجون المصرية بأنها «رفضت» نقل شقيقه إلى المستشفى «إلا بعد تدهور حالته الصحية بعدما أصيب بنزيف». وقال: «تم لاحقاً نقل شقيقي إلى مستشفى جامعة الإسكندرية، ونُقل إلى قسم الاستقبال، وقام الطاقم الطبي بعملية إسعاف أولية له ورفض إبقاءه في المستشفى، على رغم أن النزيف لم يتوقف، ثم أعيد الى السجن». غير أن الناطق باسم وزارة الداخلية المصرية اللواء حمدي عبدالكريم نفى وفاة أبو زهري بسبب التعذيب. وقال لوكالة «فرانس برس» إنه «توفي نتيجة هبوط في القلب، وهي وفاة طبيعية». ونقلت الوكالة عن مسؤول أمني آخر أن أبو زهري «كان يعاني من أمراض في القلب والكلى والكبد، وتوفي وفاة طبيعية بسبب مضاعفات المرض... تم نقله إلى مستشفى السجن في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي وتوفي الاثنين».