واصل مسؤولون في وزارة التربية والتعليم انتهاج «سياسة المداراة»، على الأرقام الحقيقية للمصابين او المشتبه بإصابتهم بأنفلونزا الخنازير بين الطلاب والمعلمين، ونفي وجود إصابات إلا في حالات قليلة، وسط تقصير واضح في تأمين وتوزيع المستلزمات الصحية والطبية على المدارس. آخرها كان أمس، عندما أكد معلمون ل«الحياة» إصابة مديرهم في مدرسة «البلد الأمين» المتوسطة (شرق الرياض) بأنفلونزا الخنازير، لينفي مدير مركز الإشراف التربوي في حي الروضة الذي تتبع له المدرسة محمد المشوح ذلك. واعتبر المشوح في اتصال مع «الحياة» منح مدير المدرسة إجازة مرضية «اعتيادية»، لا علاقة له بإصابة المريض ب «الانفلونزا»، على رغم تأكيدات زملائه في المدرسة إصابته. يذكر أن مدرسة البلد الأمين المتوسطة تعمل في الفترة المسائية بدءاً من الساعة 11:30 ظهراً، إذ تبدأ الحصة الأولى عقب صلاة الظهر وينتهي اليوم الدراسي بالنسبة للطلاب والمعلمين عند الساعة الخامسة عصراً. ويتبع لمكتب الروضة 137 مدرسة (من المراحل التعليمية الثلاث)، فيما يبلغ عدد الطلاب في تلك المدارس 36 ألف طالب، ويتجاوز عدد المعلمين 7 آلاف في جميع التخصصات التربوية. وبذلك يشهد اليوم الثالث من أيام الدراسة إصابة مدير مدرسة ثانٍ بفيروس انفلونزا الخنازير، ليسجل بذلك الطاقم التربوي إصابته الثانية خلال ثلاثة أيام. وكان مجمع الملك سعود الطبي أكد ل «الحياة» إصابة إحدى مديري مدارس منطقة الرياض للمرحلة الابتدائية بمرض انفلونزا الخنازير، وعندما بدأت علامات ظهور المرض تتضح عليه ومراجعته للمجمع تم إخضاعه للعلاج. وأكد مدير الصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم سليمان الشهري أول من أمس تسجيل 44 حالة اشتباه بالإصابة بالفيروس بين الطلاب. وأشار إلى انه تم عزل الطلاب المشتبه بهم في غرف خاصة وأجريت لهم الإجراءات الصحية المتبعة كما تم اخذ عينات من الدم للكشف عنها في مختبرات وزارة الصحة. وفي السياق نفسه، اشتبهت إحدى المدارس (تحتفظ «الحياة» باسمها) في حي الدارالبيضاء التابعة لمكتب التربية جنوبالرياض أمس بحال طالب عندما لوحظ على الطالب ارتفاع في درجة الحرارة، ما استدعى قيام إدارة المدرسة باستدعاء ولي أمره لتسلمه والتشديد عليه لمراجعة المستشفى للكشف عليه ومعرفة أسباب ارتفاع الحرارة.