اختُتم رالي ترودوس، الجولة الخامسة من بطولة الشرق الأوسط للراليات، على وقع الإنتصار "السباعي" للسائق القطري ناصر صالح العطية، بطل الشرق الأوسط خمس مرات، والذي قاد سيارته سوبارو إيمبريزا "ن 15" الى المركز الأول على عتبة التتويج، بمساعدة ملاحه الإيطالي جيوفاني بيرناتشيني. وكانت الجزيرة القبرصية مسرحاً لصراع قلّ نظيره في السنوات الأخيرة في البطولة الإقليمية بين القطري العطية واللبناني روجيه فغالي مع ملاحه الإيطالي نيكولا أرينا، والذي جلس خلف مقود سيارة ميتسوبيشي لانسر إيفو9، بعدما تمكّن السائق القادم من بلاد الأرز من إنهاء اليوم الاول في صدارة الترتيب بفارق 5،3 ثوان عن "العنابي" العطية، الذي واجه مشاكل في جهاز نقل الحركة خلال المرحلتين الخامسة والسادسة، ما جعله يخسر ثوان ثمينة ويتراجع الى المركز الثاني. غير أن إنتفاضة العطية الرياضية حصلت في اليوم الثاني، ومنذ بداية المراحل الخاصة للسرعة، اذ تمكّن من بسط هيمنته على المراحل الست الأولى موسعاً الفارق بينه وبين فغالي، الذي اضطر الى تنظيف المسارات كونه السيارات المفتتحة لها، الى 59،8 ثانية، قبل أن يسجل هذا الأخير أسرع توقيت خلال المرحلتين الأخيرتين مقلصاً الفارق الى 40،6 ثانية. وكان العطية سجل أسرع الأوقات في 8 مراحل خاصة (1، 4، 7، 8، 9، 10، 11 و12)، في مقابل 5 لفغالي (2، 5، 6، 13، و14)، ومرحلة للقبرصي الشاب نيكوس توماس (3). وانهى العطية المراحل ال 14 الخاصة للسرعة التي بلغت مسافتها الإجمالية 251،06 كلم بزمن مقداره 4،18،17،2 ساعات، في مقابل 4،18،57،8 ساعات لفغالي. بينما صعد توماس الى آخر عتبة على منصة التتويج (4،21،37،6 ساعات). العطية ضرب "عصفورين بحجر واحد" بعد الفوز الذي حققه، إذ حصد النقاط العشر التي تمنح للمركز الأول وعاد الى صدارة الترتيب العام الموقت لبطولة الشرق الأوسط برصيد 30 نقطة من 3 إنتصارات (قطر، الكويت وترودوس)، بعدما كان فقد المرتبة الأولى إثر تغيّبه عن راليي سوريا ولبنان لإرتباطاته بمشاركات خارجية، إن كان في بطولة العالم لسيارات الإنتاج أو مع فريق فولكسفاكن المشارك في الراليات الصحراوية الطويلة. كما حفر إسمه بأحرف من ذهب في سجلات الراليات، وتحديداً في الجزيرة القبرصية بعدما تمكن من حصد اللقب للمرة السابعة، في إنجاز لا سابق له. وتحدث العطية عن إنتصاره الجديد قائلاً: "أنا فخور بما حققته والأهم حصدي للنقاط العشر وعودتي الى صدارة الترتيب العام الموقت للبطولة. المنافسة مع روجيه فغالي كانت رائعة وأتمنى لو يشارك في جولات البطولة كلها. همي الآن أن أفوز في راليي الأردن ودبي من أجل حسم اللقب الشرق أوسطي في مصلحتي بغض النظر عن نتائج منافسي". ويشارك في رالي كامبريان الذي يقام في شمال ويلز بدءاً من 17 الجاري، تحضيراً لخوضه غمار منافسات رلي ويلز بريطانيا، الجولة الأخيرة من بطولة العالم للراليات، بالتزامن مع الجولة الختامية لبطولة العالم لسيارات الإنتاج، التي يخوض العطية غمارها. ويقول العطية عن مغامرته الجديدة في بلاد ويلز: "سأشارك في رالي كامبريان تحضيراً لرالي ويلز بريطانيا لأنني أريد الفوز بكأس المركز الأول ضمن سيارات الإنتاج. بعد فوزي في الأرجنتين وسردينيا أطمح الى إختتام البطولة بفوز ثالث، كي نثبت للجميع أننا من أفضل السائقين في العالم". وتبلغ مسافة المراحل الخاصة للسرعة لرالي كامبريان، الذي ينظم للمرة ال 54 والذي إنطلق للمرة الأولى عام 1955، 73 كلم. ويعتبر من أكثر الراليات تحدياً وإثارة كونه يمر عبر الغابات في ويلز، والتي تتشابه كثيراً مع طبيعة رالي ويلز بريطانيا ومساراته. كما سبق للسائق الفنلندي ميكو هيرفونن، المتصدر الحالي لبطولة العالم، والذي سيشارك في هذا الحدث الى جانب كل من مواطنه بيتر سولبيرغ والفرنسي سيباستيان لوب، أن فاز بالرالي الويلزي عام 2002 على متن سوبارو إيمبريزا دبليو،آر، سي. إنسحاب الراجحي وكان رالي ترودوس، الذي أقيم بين 9 و11 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، شهد إنسحاب المتصدر السابق للبطولة السعودي يزيد الراجحي، وحلول القطري مسفر المري في المركز الثاني بين السائقين العرب المسجلين في البطولة، ما خوله حصد 8 نقاط إضافية رفعت رصيده الى 29 نقطة. وقفز بالتالي المركز الثاني في الترتيب العام الموقت بفارق نقطة عن العطية، ومتقدماً الراجحي، الذي تجمّد رصيده عند 28 نقطة. كما عرفت مسارات رالي ترودوس إنسحاب اللبناني نيكولاس جورجيو لخروجه عن المسار، والقطري خالد السويدي لتعرضه لوعكة صحية، ومواطنه عبد العزيز الكواري.