القائمة «المصرية» التي أعلنت عنها مجلة «غود نيوز تي في» ل «أقوى 50 مقدم برامج في الفضائيات العربية»، تثير شهية الكتابة. ليس مهماً أن نعرف الأقنية التي اعتمدت في الترشيحات والتقويمات والتصفيات ليتصدر فلان هذه القائمة، أو ليحل فلان في المرتبة العاشرة أو الخامسة عشرة، فهذا يدخل من دون شك في حسابات المجلة ذاتها، وإن كان يمكن الإشارة إلى أن الإعداد للقائمة شمل 150 مقدم برامج ينتمون إلى مختلف الفضائيات. وهذا عدد كبير نسبياً، لكن المشرفين على تحرير المجلة قالوا إن غربلة الأسماء مرّت بأربع مراحل من التقويم اعتمدت كلها على استمرارية المقدم على الشاشة وقدرته على جذب الاعلانات، والأهم - على ما يبدو - هو تقويم محرري المجلة لهذه الأسماء. احتل المرتبة الأولى الاعلامي المصري عمرو أديب مقدم برنامج «القاهرة اليوم» على شبكة «أوربت» بعد منافسة قيل عنها حامية مع مواطنه الاعلامي محمود سعد أحد مقدمي برنامج «البيت بيتك» الذي تبثه الفضائية المصرية، وقد جاء في المرتبة الثالثة (بامتياز) الداعية الاسلامي عمرو خالد. اللافت في القائمة التي تضم عدداً كبيراً من الأسماء، عدم وجود مذيعين ينتمون إلى الاعلام الفضائي الحكومي، باستثناء قلة قليلة، منها محمود سعد الذي كان استمد شعبيته في الأساس من «ام بي سي». عدا ذلك فلا يوجد الكثير من المفاجآت في القائمة، فقد تقوم بها مجلة أخرى مع انتشار المجلات المتخصصة، وتكون لها اهتمامات وحسابات مختلفة. وقد تقدم هذا أو ذاك ليحتل المرتبة الأولى أو العكس، أو حتى المرتبة الأخيرة، فإذا ما استبعد مئة من هؤلاء المقدمين لتعتمد على خمسين فقط، فإن هذه اشارة على قوة المطحنة التلفزيونية التي يمكنها ببساطة قائمة أعدت على عجل أن تشطب من حساباتها وحسابات المتفرجين والمستهلكين على حد سواء - اذا افترضنا أن نسباً معينة من هؤلاء صوتت لهذه القائمة بطريقة من الطرق - هذا العدد من المقدمين. وبدا لافتاً أن يحتل، مثلاً، جورج قرداحي مقدم برنامج «القوة العاشرة» على محطة «ام بي سي» المركز السادس عشر، وزاهي وهبي مقدم برنامج «خليك بالبيت» على قناة «المستقبل» المرتبة التاسعة، وتركي الدخيل مقدم برنامج «اضاءات» على قناة «العربية» المركز 28. لا شك في أننا نقف أمام ماراثون تلفزيوني من نوع خاص، ففي الاعلانات التلفزيونية الجديدة التي يفترض أن يجتذبها المقدم ليظل مرابطاً في مكانه، ثمة اعلان عن علكة لا تلتصق بأرض أو بثوب، ويمكنها أن تتحول إلى غبار في ظرف 7 ايام. اعلان جديد يكشف بشكل أو بآخر عن شخصية المطحنة التلفزيونية التي قد تؤخر اطلالة شخص على حساب شخص آخر من دون بذل كثير من الوقت والعناء... والقائمة الحالية تشهد على ذلك ببساطة الاعلان!