أعلنت مصر أمس أن إرجاء توقيع اتفاق إنهاء الانقسام الفلسطيني الذي كان مقرراً في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، بات «أمراً محتملاً... ربما لأسابيع عدة». وقللت من توقعات قرب انطلاق مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، معتبرة أن الجهود الأميركية في هذا الإطار ستستمر، لكن «لا يجب ترقب أي شيء».وقال وزير الخارجية المصري خلال مؤتمر صحافي مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل في القاهرة أمس، إنه أطلع الأخير على «ما يجري بخصوص تأجيل توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية». وحين سُئل عن إمكان الإرجاء، أجاب: «هذا أمر محتمل، وهم يرغبون في التأجيل لبعض الوقت وربما لأسابيع عدة». ويأتي هذا الإعلان بعد طلب وفد من حركة «حماس» زار القاهرة أول من أمس إرجاء توقيع اتفاق المصالحة، على خلفية موافقة السلطة على سحب طلب تصديق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على تقرير لجنة تقصي الحقائق في العدوان على غزة الذي اتهم إسرائيل بارتكاب «جرائم حرب». وخلال المؤتمر الصحافي مع الوزير المصري، شدد ميتشل على ضرورة استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، معرباً عن اعتقاده بأنها يمكن أن تحقق نجاحاً في أسرع وقت ممكن. ودعا مصر إلى «خطوات من أجل مساندة تحقيق هذا الهدف»، من دون أن يوضح طبيعة هذه الخطوات. وقال ميتشل الذي التقى رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان مساء أول من أمس واجتمع مع أبو الغيط قبل مغادرته القاهرة أمس، إنه ناقش مع الرجلين «الالتزام المشترك بين مصر والولايات المتحدة من أجل العمل للوصول إلى سلام شامل في الشرق الأوسط... نؤمن أنه يمكن تحقيقه فقط من خلال حل الدولتين». ورأى أن «كل من يؤمن حقاً بالسلام، عليه مسؤولية اتخاذ خطوات من أجل مساندة تحقيق هذا الهدف، ولابد من العمل معاً لمساندة الزعماء الذين يشاركوننا هذه الرؤية من أجل منطقة أكثر سلاماً». وأكد أن «تحقيق هذا الهدف كان، ولايزال، هدفاً مهماً للسياسة الأميركية... للوصول إلى سلام شامل في الشرق الأوسط، وإقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل وكل جيرانها». وكانت كلينتون أجرت اتصالاً هاتفياً مع الرئيس حسني مبارك الليلة قبل الماضية. وأكدت مصادر مطلعة في الخارجية المصرية أن ميتشل لم يتحدث عن تحقيق تقدم أو اختراق يمكن أن يؤدي إلى استئناف المفاوضات قريباً. وأوضح أبو الغيط أن ميتشل «لا يزال يسعى إلى إعداد المسرح لتحقيق انطلاقة نحو بدء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنه لم يصل بعد إلى النقطة التي يمكن عندها القول إنه قد وصل إلى تحقيق ذلك». ورد على سؤال عن إمكان استئناف المفاوضات قريباً بقوله: «لايجب ترقب أي شيء، وأتصور أن ميتشل سيبذل مزيداً من الجهد، لكن لا ضمان بعد لانطلاق المفاوضات». وشكك في ما تردد عن استئناف المفاوضات خلال أسبوعين. وعما حمله ميتشل تحديداً إلى القاهرة في هذه الزيارة، قال أبو الغيط إن «الموقف لم تحدث فيه انفراجة... وميتشل سيستمر في الإعداد لإطلاق المفاوضات بين الأطراف على أسس متفق عليها». وأضاف أنه لا يتصور «أن فرصة السلام أو بدء المفاوضات ضاعت»، مشيراً إلى أن التحرك الأميركي «يسعى إلى إعداد أرضية لإطلاق المفاوضات على أسس سليمة وواقعية». ولفت إلى أن ميتشل «سيعود قريباً إلى المنطقة». نتانياهو يوفد مستشارين إلى واشنطن «لمواصلة الاتصالات» بعد لقائه ميتشل القدسالمحتلة - أ ف ب، رويترز - أعلنت رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل التقى أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للمرة الثانية خلال جولته الحالية في الشرق الأوسط. وأشارت إلى أن وزير الدفاع إيهود باراك شارك في اللقاء الذي هدف إلى «إحياء عملية السلام» واستمر أكثر من ساعة في القدسالمحتلة. وقالت إن نتانياهو سيوفد منتصف الأسبوع المقبل اثنين من مستشاريه إلى واشنطن لمواصلة الاتصالات. وكان ميتشل عقد الجمعة محادثات مع نتانياهو وصفها مكتب الأخير بأنها كانت «بناءة»، قبل أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله. واجتمع المبعوث الأميركي أول من أمس مع كبار مساعدي نتانياهو، لكن جهوده وجولاته المتكررة لم تحقق نتائج ملموسة تذكر باتجاه استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية.