شدد الشيخ محمد الدحيم على أهية الفلسفة، مطالباً بتدريسها واستعمالها، «فهي لا تتعارض مع الدين، بل إن ابن تيمية كان منطقياً ويسعى لإصلاح المنطق لا لمحاربته»، مؤكداً ضرورة إيجاد منظومة اجتماعية، «تعد لمشروع وطني نهضوي». وقال في محاضرة بعنوان «المرأة والصحوة» قدمها في «منبر الحوار» الذي يشرف عليه نادي الرياض الأدبي، ويديره الكاتب محمد الهويمل، مساء السبت الماضي، إن المرأة من أكثر فئات الشعب جهلاً بالقوانين، التي تكفل حقوقها، مشدداً على تفعيل الثقافة الحقوقية لدى المرأة». وفرق، بين الفكر والخطاب، «فالفكر صناعة عميقة وقراءة لتحولات والمنظومة التي تكون منها هذا الفكر، أما الخطاب فهو لا يترك أثراً بل يدغدغ المشاعر؛ كونه تابع للحظة أو مرحلة أو مستجيباً للجمهور». وقال ان الصحوة «هي جزء من النسيج الواحد، ومكون اجتماعي لا نستطيع أن نستثنيها ونحن نقرأ المجتمع، لا هي ولا أي فكر آخر، فالمجتمعات لا ترتقي أبداً بالاحتكار الفكري»، مضيفاً: «ولا أحد فوق النقد، فنحن كما نتقبل اختلافاتنا الخلقية، علينا أن نتقبل اختلافاتنا الفكرية، وهذا بدوره يتطلب تغيير آلية تعاملنا مع العلم والفكر، لنصل إلى مرحلة التركيز على المتفق واحترام المختلف فيه». وبين الدحيم أن الصحوة تتغير وتطور، وأن ظروف نشأتها جاءت بعد تجارب كثيرة، «وهي بحاجة لنقد داخلي علمي موضوعي؛ لأن غالبية ما يصدر عنها هو عبارة عن قراءة عاطفية»، لافتاً إلى أن خطاب الصحوة «هيمن على الجانب الفكري فيه، كونه يعمل في الممتنع وليس في الممنوع، والفكر موجود ولكنه معزول؛ لأنه يقوم بإعادة تشكيل الخطاب». وحول علاقة المرأة بالصحوة، قال: «هي مرتبطة بالقيم والمبادئ، ولكن وقع خلط كبير بين العادات والتقاليد وبين القيم، ما سلب المرأة الذاتية، إذ سيطر العقل الذكوري، الذي بدوره ألغى من المرأة الحكمة والرأي والفعالية»، مضيفاً «وهذا اجتر إلى ممارسة سلطة علمية على المرأة، وذلك عبر التقسيم الغريب الذي يعده البعض من الثوابت غير القابلة لنقاش، بأن هناك امرأة مسلمة مختلفة عن غيرها، ما حرمها الكثير من الفعالية العلمية والفكرية». وتوقف الدحيم عند قضية التوتر الاجتماعي عند الحديث عن المرأة، «إلى حد المواجهة، بينما الأمر طبيعياً؛ كوننا نتحدث عمن خرجنا من بطونهن». وعد المسكنات لا تفيد مع هذا التوتر الاجتماعي، «فيجب أن يطرأ تغيير ملموس بدلاً من المسكنات التي لا تجدي نفعاً، حتى لو كان ذلك التغيير جذرياً»، مشيراً إلى أن من ضمن إشكالات خطاب الصحوة تجاه قضية المرأة «بأنه بلا معالم واضحة»، مستشهداً بكلام الدكتور عبدالكريم بكار بأن 80 في المئة مما كتب في الصحوة عن المرأة، كان محصوراً في قضية الحجاب. وتطرق إلى من يوظف الدين ليستقوي به على أعدائه، معتبراً إياه «مشاريع شخصية». وحذر من مغبة العيش بنظرية المؤامرة، «فهذا يجعلنا دائماً نعيش ردود أفعال ولا نقدم أفعالاً». وجاءت المداخلات لتؤيد الكثير مما ذهب إليها المحاضر، لكن بعضها تضمن اختلافاً مع بعض ما جاء في المحاضرة، ومنه ما قاله عبدالله الراشد من أن «نظرية المؤامرة موجودة ولا أحد يستطيع إنكارها»، مؤكداً أن المرأة المسلمة «مستهدفة ويوجد من يسعى إلى سلب كرامتها»، فيما طالبت الإعلامية سمر المقرن بتشريح الفكر الصحوي»، رافضة إطلاق اسم «الصحوة الإسلامية»، ودعت إلى الضرب من حديد على هذا الفكر الصحوي. وقالت أماني السليم إن النساء يشعرن بأنهن مقيدات، وأن حريتهن مسلوبة. وطالب الدكتور إبراهيم الشتوي بالفصل بين الصحوة والمرأة.