اليوم أو غداً أو بعد غد سيقل التفاعل حتماً من الجمهور السعودي مع التصويت لجوائز دوري زين السعودي، والتي تبحث عن التصويت المدفوع الثمن ولا تذهب للأفضل والأحق بنيل جائزة قيمتها المعنوية تأتي قبل المادية، وحينما يطالب رئيس ناد بحجم الشباب وينادي بإعادة هيكلة توزيع الجائزة فإن هذا يأتي من منطلق شعوره ب «الإجحاف» بعينه من القائمين على هذه الجائزة التي تنسب للدوري السعودي، وليس لدوري خارج الوطن، وما اقتصار الجائزة على ناديي الهلال والنصر في الجولات الماضية إلا لفورة البداية في الدوري وبحث الطرفين عن تحقيق أهداف معنوية لعل وعسى أن تجدي نفعاً، لتمنح أحدهما التفوق على الآخر ولو بتصويت الجمهور. قال الزميل سليمان الجمهور في مقال سابق له إن شركة زين لا يهمها ولا يعنيها إلا المدخول المادي من تصويت الجماهير، لكنني اتساءل: كيف تبخس حقوق المميزين ميدانياً ونهرول نحو التصويت فقط؟، فالجائزة تحت إشراف هيئة دوري المحترفين وليس شركة زين، وإلا فلنمنح الفرصة لشركة الاتصالات لتقديم «جائزة» أخرى لها وربما وقتها سيفوز التائب بأفضل لاعب في الجولة. وطالما بقيت الحال كما هي في الاعتماد على التصويت الجماهيري فقط فإن الجائزة لا تحقق الهدف المرجو منها في دعم الأندية واللاعبين المميزين، ولا تحقق الهدف أيضاً في رفع مستوى المنافسة لأقوى البطولات العربية، ولا نرى في هذه الجائزة تقديراً للأندية التي تقدم عطاءات بارزة مثلما حصل مع ناديي الشباب والفتح في الجولة الماضية. صحيح أن بعض الأمور تحسم بالتصويت في أنحاء العالم، ولكن حينما يتعلق الأمر بمنافسات عنوانها الكر والفر لا أعتقد أنه يوجد في العالم دوري يترك فيه تحديد الجوائز لصوت الجمهور فقط، وتنسف المستويات الفنية بعيداً عن تحديد الأفضلية. وإذا كان رئيس نادي الشباب خالد البلطان حاول مراراً توصيل مقترحاته للمسؤولين في شركة زين إلا أنه لا حياة لمن تنادي في هذا. وربما كان صوت البلطان هو الأعلى إلا أن أندية أخرى كثيرة بدأنا نسمع صوت مطالباتها، لكنها لن تطالب بالحدة ذاتها التي يطالب بها البلطان، لأنها لا تمتلك فريقاً ينافس على لقب الدوري كما «الليث». أخيراً، يقول الزميل سليمان الجمهور في مقاله «هذا هو عالم كرة القدم الحديث، فالجوائز والأفضلية أصبحت بالتصويت»، وهنا أقول تخيلوا معي لو أن مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية منحت جوائزها بناء على التصويت وليس على رأي الخبراء والفنيين المعتبرة فهل ستكون بالقيمة ذاتها التي هي عليها الآن؟ أترك الإجابة لكم. [email protected]