قدر عقاريون حجم الاستثمارات النسائية في جدة ما بين 8 و10 بلايين ريال، في حين ذكرت إحصاءات غير رسمية أن حجم الاستثمار النسائي في المجال العقاري يصل إلى 120 بليون ريال، تتمثل في استثمارات أراضي سكنية وتجارية وعمائر ومنازل استثمارية وخلافه. وأشار عقاريون في حديثهم ل«الحياة» إلى أن المرأة السعودية تفضل الاستثمار في المجال العقاري، خصوصاً أنه من المجالات الآمنة بالنسبة إليها لعدم حاجتها لوكيل شرعي ينوب عنها في أعمالها. وقال نائب رئيس لجنة العقار في الغرفة التجارية الصناعية في جدة عبدالله الاحمري ل«الحياة»: «إن حجم الاستثمار العقاري النسائي في تزايد مستمر، إذا يتوقع أن يتراوح حجم الاستثمارات السيدات في هذا المجال ما بين 8 و10 بلايين ريال في جدة وحدها». وأضاف: «إن الإقبال متزايد من المرأة للاستثمار في هذا المجال، خصوصاً أنه من الأسواق الواضحة الرؤيا وتستطيع أداء عملها بشكل مباشر من دون وسطاء ما يقيها عمليات النصب من الوكلاء الشرعيين». مشيراً إلى أن الاستثمارات النسائية في هذا المجال متنوعة، وقال: «تستثمر المرأة أموالها في المجال العقاري بشراء الأراضي في بعض المخططات الجديدة، ومنهن من يستفدن من أموالهن في شراء وبيع العمائر والمنازل السكنية، وقال: «عمل المرأة في العقار لا يتطلب منها الاختلاط المباشر، إذا تستطيع المرأة مزاولة نشاطها في المجال العقاري من منزلها أو مكتبها، ولا يتطلب خروجها إلا مرتين في الصفقة الواحد، مرة عند البيع وأخرى عند الشراء». وأكد الاحمري أن المرأة استطاعت إثبات قدرتها على العمل في مجال العقار، وقال: «أصبح اليوم لدينا العديد من الشركات العقارية النسائية التي تديرها سيدات متخصصات في هذا المجال». وتتفق معه العقارية سيدة الإعمال عزيزة منصور بقولها: «المرأة السعودية أثبتت جدارتها في العمل في المجال العقاري، واليوم لدينا تحالف لعقاريات في جدة يبلغ عددهن 200 مستثمرة». وأضافت: «إن المرأة السعودية تطمح لأن يكون عملها في هذا المجال منتظماً ومدروساً من خلال شركات عقارية كبرى تدار بكوادر نسائية»، مبينة أن المعوقات التي تجدها السيدة في هذا المجال هي ذاتها معوقات الرجل، وقالت: «ليس هنالك فرق بين الرجل والمرأة في المجال العقاري، إذا ان المعوقات ذاتها تكمن في طول الإجراءات لدى بعض الإدارات الحكومية، عدا ذلك نجد نحن العاملات في مجال العقار إقبالاً كبيراً من السيدات على التعامل المباشر معنا». وأضافت: «المرأة تستطيع تفهم المرأة وحاجتها لمنزل، وهي الإسراع في تلبية هذه الحاجة، لذا نجد أن التوجه لراغبات في شراء عقارات يكون اكبر في الشركات العقارية ما أسهم في تزايد المستثمرات والعاملات في هذا المجال». وتوقعت منصور تزايد إقبال المرأة للاستثمار في المجال العقاري خصوصاً ان غالبية السيدات يطمحن في استثمار أموالهن بدلاً من تجميدها في البنوك، وقالت: «يعد العقار اليوم السوق الآمن بالنسبة إلى المرأة التي ترغب في استثمار أموالها بدلاً من تجميدها في البنوك المحلية من دون استفادة منها». ولفتت إلى أن السنوات المقبلة ستشهد إقبالاً كبيراً من السيدات للدخول في مجال الاستثمار العقاري، خصوصاً في جدة التي تشهد حركة كبيرة في هذا المجال.