مع مرور الوقت يزداد رصيده عند الجمهور، ومع كل عمل يقدمه يترك بصمة قوية لدى شريحة كبيرة من المشاهدين. بساطته وتلقائيته هما العامل الأهم في احتلاله قلوب البسطاء وغيرهم من المجتمع العربي. هو الفنان أشرف عبد الباقي الذي صنفه كثر من النقاد وحتى من الجمهور، على أنه ممثل كوميدي بالدرجة الأولى إلا أنه أثبت غير ذلك من خلال تقديمه للكثير من الأدوار المختلفة سواء في السينما أو على الشاشة الصغيرة. وهو الآن يعيش حالة من الترقب والرصد ويتلقى الكثير من ردود الأفعال سواء من الجمهور أو النقاد بفضل مسلسله الذي عرض على الكثير من الفضائيات. أشرف عبدالباقي ما أن تحدثنا أمامه عن «الفنان الكوميدي» اعترض قائلاً: «لا أحب هذا التصنيف فأنا لست ممثلاً كوميدياً لأنني قدمت الكثير من الأدوار غير الكوميدية والتي لاقت إعجاباً من الجماهير وتركت فيها بصمة واضحة ومنها مثلاً أفلام «سهر الليالي» و«رومانتيكا» و«جبر الخواطر»...». أما بالنسبة الى مسلسله «أبو ضحكة جنان» فيقول: «أنا سعيد جداً برد فعل الجماهير التي تعاطفت مع المسلسل وذلك ربما بسبب التعاطف مع شخصية إسماعيل ياسين نفسه والمعاناة التي عاشها منذ طفولته وفي مراحل حياته المختلفة. وهذا يعني أننا كفريق عمل نجحنا في إيصال الرسالة ونقل الحياة الواقعية لإسماعيل ياسين الى الجمهور الذي لم يكن أحد يعرف عنها شيء». وعن النقد الذي تعرض له المسلسل من البعض، أشار أشرف الى أن نقد المسلسل «لا يعني أنه فاشل» فكل إنسان ينظر الى العمل من وجهة نظر، لكن الأهم من رأي النقاد هو رأي الجمهور والحال التي أفرزها المسلسل بين أفراد الأسرة المصرية. مهما يكن لا بد من القول إنه لو تجاهل النقاد المسلسل كان معنى هذا انه فشل وأنني غير موجود. لكن طالما هناك آراء عدة فهذا جيد وعموماً أنا مبسوط بما يحدث». وعلى رغم أنه لم يتضايق من النقد الذي تعرض له المسلسل إلا أنه في الوقت نفسه أوضح قائلاً: «المشكلة ليست في نقد العمل من ناحية هل هو سيء أو جيد، المشكلة أن هناك من يقوم بنقد العمل دون أن يشاهده أو بشكل أدق يكتب دون أن تكون لديه أسس يمارس النقد استناداً اليها انه ينقد فقط لمجرد النقد». هل تاه في رمضان؟ لكن هل تاه المسلسل بين العدد الكبير من المسلسلات التي تذاع في رمضان حول هذا السؤال يجيب أشرف قائلاً: ب «العكس فأنا كنت حريصاً على أن يتم بث المسلسل في رمضان حتى يحظى بنسبة مشاهدة عالية، كما أن المسلسل في رمضان يذاع أكثر من مرة في اليوم وهو ما يجعل فرص مشاهدته كبيرة وفي الوقت الذي يناسب من يريد ذلك». وعن اتقانه لشخصية إسماعيل ياسين أكد عبدالباقي: «أنا لم أخطط للقيام بهذا الدور، وحتى لم أحلم به ولكن كل شيء جاء بالصدفة عندما تم ترشيحي من قبل ياسين إسماعيل ياسين والكاتب أحمد الإبياري قبل خمس سنوات إلا أن العمل لم يكتب له الظهور للنور بسبب الإنتاج الذي لم يكن متاحاً في ذلك الوقت». وأشار عبدالباقي إلى أن شخصية إسماعيل ياسين مثل أي شخصية أو دور قدّمه من قبل فالمسألة ليست كيمياء أو «لوغاريتمات» فالدور «لم يكن صعباً. فأنا ذاكرت الشخصية مثل أي شخصية قدمتها من قبل وأكثر، وما ساعدني على القيام بهذا الدور هو أنني قدمت الكثير من الأدوار الكوميدية». وأشار عبدالباقي أن مسلسله وعلى رغم طول حلقاته لا يعد من المسلسلات المملة أو التي يمكن أن تقاطعها حلقة أو اثنين وعندما تعود لمشاهدتها لا تشعر أن هناك شيئاً تغير. وأكد أن المسلسل كان يستحق أكثر من 30 حلقة أو يحتاج لجزء ثانٍ لأن حلقاته مضغوطة و مليئة بالأحداث المهمة التي لا يمكن تجاوزها بأي شكل، وهذا ما لمسه المشاهد الذي لا يستطيع متابعة الحلقة التالية إذا لم يشاهد التي قبلها لأنه قد يكون فاته الكثير من الأحداث. مسلسل «أبو ضحكة جنان» يحتاج لمشاهد يجلس أمام التلفزيون ولا يلتفت يمينه أو يساره». وعن أكثر شيء أثر في عبد الباقي خلال دراسته لشخصية إسماعيل ياسين يقول انها «حال الحزن التي كان يعيشها إسماعيل ياسين دائماً وعلى رغم ذلك يجبرك على أن تضحك وتقهقه بمجرد أن تشاهده. فهو كان يملك خفة دم تلقائية على بساطته وعدم تصنعه في أي شيء». أما أكثر شيء أحزنه في المسلسل فهو الكلام الكثير عن المقابل المادي الكبير الذي تلقاه على رغم أنه لم يعلن أي شيء من هذا المقابل لأنه يعتبر هذه أموراً شخصية لا يحب أو ليس من الضروري أن يسأله فيها أحد «لأنها أرزاق». الأمر الثاني الذي أثار استياءه كان عدم عرض المسلسل على التلفزيون المصري. للمناسبة أشار عبدالباقي إلى أنه لا يحب أبداً الحديث عن المقابل الذي يحصل عليه عندما يظهر في البرامج ورفض تحديد هل يحدث أم لا. كذلك رفض أن تتحدث الصحافة عن هذا الموضوع الذي أسماه «سبوبة الفضائيات» لأنه كممثل لا يذهب من أجل الفلوس فهذا ليس مصدر رزق ثانٍ له. لكنه أكد أن ظهوره في أي برنامج يعتمد على أمور عدة مثل اسم القناة والمذيع والمعد، واختتم كلامه قائلاً: «لو طلبت في برنامج مثل «البيت بيتك» لن أطلب فلوساً»!