قام رئيس وزراء مصر إبرهيم محلب، أمس (الإثنين)، بزيارة شيخ الأزهر أحمد الطيب في مقر المشيخة، شرق القاهرة، لاحتواء أزمة سببتها انتقادات وجهها وزير الثقافة المصرية جابر عصفور لعلماء الأزهر، في محاولة لاحتواء «أزمة» بين وزارة الثقافة والأزهر، بحسب مصدر بالأزهر. وقال مصدر مسؤول بالأزهر، لوكالة الأناضول، إن زيارة رئيس الوزراء لشيخ الأزهر جاءت ل«تنقية الأجواء بين وزارة الثقافة والأزهر الشريف عقب أزمة انسحاب مستشار شيخ الأزهر الدكتور محمد مهنا من افتتاح المسرح القومي، بسبب تصريحات وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور لكوادر وعلماء الأزهر والذي وصفهم فيها بالتشدد». وأفاد بيان لمشيخة الأزهر، صدر أمس (الإثنين)، عن زيارة قام بها محلب لشيخ الأزهر بمقر المشيخة، أثنى من خلالها على دور الأزهر، قائلاً «الأزهر الشريف يقوم بدوره في نشر تعاليم الإسلام السمحة، انطلاقاً من مكانته الروحية السامية في العالم الإسلامي»، بحسب البيان. وأضاف البيان أن محلب رحب ب«جهود الأزهر وعلمائه في الداخل والخارج، وقوافله التي تجوب ربوع مصر، إيماناً منه بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه، لما يحظى به من ثقة المصريين بل وغيرهم». جاءت زيارة رئيس وزراء مصر عقب ساعات من انسحاب مستشار شيخ الأزهر محمد مهنا من حفل افتتاح المسرح القومي، بحسب تقارير محلية. وقال مهنا في تصريحات متلفزة إنه غادر الاحتفال بافتتاح المسرح القومي فور وصف وزير الثقافة جابر عصفور شيوخ الأزهر ب«المتعصبين» لرأيهم بعدم جواز تجسيد الأنبياء والصحابة. وأوضح مستشار الأزهر، في التصريحات ذاتها، أن «الأزهر يبيّن الرأي العلمي بناءً على قناعاته المتفقة مع تعاليم الدين، وهذا هو دور الأزهر». وفي بيان صدر أمس (الإثنين)، أفاد وزير الأوقاف محمد مختار جمعة أنه قام بزيارة «ودية» لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وأوضح فيه أن «شيخ الأزهر سيظل قيمة وقامة ورمز للسماحة والوسطية وموضع تقدير القاصي والداني، وأن كرم طباعه لا حدود له». كما أكد وزير الأوقاف أن زيارة رئيس الوزراء إبراهيم محلب لفضيلة الإمام الأكبر «تأتي في إطار العلاقة الودية الحميمة بين رئيس الوزراء والإمام الأكبر، وفي إطار دعم الدولة لدور الأزهر الشريف في نشر سماحة الإسلام داخل مصر وخارجها». ولفت وزير الأوقاف إلى أن «المرحلة المقبلة ستشهد بذل المزيد من الجهد الدعوي لتصحيح الأفكار الخاطئة، ومواجهة كل ألوان التشدد والتطرف والغلو تحت إشراف فضيلة الإمام الأكبر وقيادته الحكيمة السديدة لخدمة الدين والوطن». وفي السياق نفسه، زار وفد من حزب «النور» السلفي برئاسة رئيس الحزب يونس مخيون، أمس (الإثنين)، أحمد الطيب بمقر المشيخة. وفي بيان حصلت عليه وكالة الأناضول، قال الأمين العام المساعد للحزب محمد إبراهيم منصور، إن الوفد «نقل إلى شيخ الأزهر تقدير الحزب لدور الأزهر الشريف في الحفاظ على ثوابت الأمة»، مؤكداً أن «الهجمة التي يتعرض لها تستهدف ثوابت الدين من خلال هدم رموزه التى تدافع عنه». ولعدم ربط توقيت الزيارة بتفسيرات عدة بعد حادث الانسحاب الأزهري، قال منصور إن «اللقاء يأتي فى إطار الزيارات الدورية بين الحزب ومؤسسات الدولة عرفاناً بمكانة ودور الأزهر الشريف بين مؤسسات الدولة». وكان وزير الثقافة المصرية جابر عصفور أثار جدلاً بتصريحاته أخيراً حول الموافقة على تمثيل الأنبياء في الأفلام، ولقى هجوماً من علماء أزهريين. وفي آذار (مارس) الماضي، أُثيرت أزمة عرض الفيلم الأمريكي «نوح» بمصر، والذي يجسد شخصية نبي الله نوح، بعدما وافق جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، وهو الجهاز المخول بإجازة عرض الأفلام أو منعها، على عرض الفيلم، والذي لم يُعرض حتى الآن. وأصدر وقتها الأزهر، وهيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث الإسلامية، بياناً مشتركاً، جددوا فيه رفضهم لعرض أي أعمال تجسد أنبياء الله، ورسله، وصحابة النبي محمد، مشددين على أن هذه الأعمال «تتنافى مع مقامات الأنبياء والرسل، وتمس الجانب العقدي وثوابت الشريعة الإسلامية، وتستفز مشاعر المؤمنين وتعد حرام شرعاً»، مطالباً بضرورة منع عرض الفيلم في مصر. وللأزهر في مصر فتوى متجددة مفادها أن «تجسيد الأنبياء حرام شرعاً، سواء من الممثلين أو المنتجين للفيلم أو المصورين، وكل هؤلاء آثمون شرعاً، بالإضافة إلى أن الترويج والدعاية لهذه الأفلام معصية لا يرضى الله عنها، وأيضاً سيقع هذا الإثم على كل من يشاهد مثل هذه الأفلام ومن سيقوم بعرضها».