اعتبر مراقبون خليجيون أمس أن بشريات نجاح المبادرة السعودية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز للمصالحة بين مصر وقطر تعززت أمس بخطوة قطرية فُهم على نطاق واسع أنها بادرة حسن نية قطرية تجاه مصر، فقد أغلقت قطر أمس قناة «الجزيرة مباشر مصر». وفي خطوة مماثلة أعلن مسؤول قطري رفيع، رداً على سؤال عن مخاوف المعارضة «الإخوانية» المصرية حيال وجودها في الدوحة، أن أنظمة الدولة القطرية لا تسمح للمعارضين بممارسة العمل السياسي. وقال مساعد وزير الخارجية القطري للتعاون الدولي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لقناة «الجزيرة» أمس: «الإخوة المعارضون الذين تستضيفهم قطر مرَّحب بهم طالما أنهم لا يمارسون العمل السياسي». ويتوقع وصول مبعوث للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الدوحة «في أي وقت» طبقاً لمصادر متطابقة. وأغلقت قطر قناة «الجزيرة مباشر مصر» أمس، بعد يومين من استقبال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مبعوثين رفيعين من الدوحة والرياض. وذكَّرت قيادات المعارضة المصرية التي تستضيفها بأن أنظمتها لا تسمح بممارسة السياسة انطلاقاً من أراضيها، وأعلنت «الجزيرة مباشر مصر» في ختام موجز الساعة السادسة مساء أمس أن هذا الموجز هو آخر ما ستقدمه القناة. وأصدرت إدارة «الجزيرة» بعدها بياناً قال إنها ارتأت «إطلاق تجربة تلفزيونية جديدة مستمدة من روحي المشروعين السابقين (الجزيرة مباشر والجزيرة مباشر مصر)، ومستفيدة من طاقاتهما في مشروع واحد هو الجزيرة مباشر العامة». وأضافت أن «الجزيرة مباشر العامة ستحل في بثها على ترددي الجزيرة مباشر والجزيرة مباشر مصر التي ستتوقف عن البث موقتاً إلى حين تهيئة الظروف المناسبة للبث مجدداً من القاهرة، بعد استكمال التصاريح اللازمة لعودتها إلى مصر، بالتنسيق مع السلطات المصرية». ولفتت إلى أن «الجزيرة مباشر العامة ستقدم تجربة جديدة تنقل الحدث المباشر من مختلف أنحاء العالم في الوقت نفسه الذي تتبعه بالتحليل على مدار الساعة، في صيغة تغطية خبرية متواصلة تتفق وسرعة إيقاع الأخبار في المنطقة والعالم بأسره». وفي رسالة لافتة، قال مساعد وزير الخارجية القطري للتعاون الدولي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي التقى السيسي قبل يومين، رداً على سؤال عن تخوف المعارضة المصرية من تأثير الانفتاح على القاهرة في وجودها في الدوحة، إن «قطر كانت وما زالت تتبع سياسة الباب المفتوح ومرحبة بجميع الضيوف، لكن في حال ممارسة العمل السياسي فإن أنظمة الدولة لا تسمح بذلك، والإخوة المعارضون الذين تستضيفهم قطر مرحبٌ بهم طالما لا يمارسون العمل السياسي، وإن شاءوا ممارسة العمل السياسي فلهم الخيار». ويتوقع وصول مبعوث من الرئيس السيسي إلى الدوحة «في أي وقت»، وفقاً لمصادر متطابقة تحدثت ل«الحياة». وكانت الدوحة أكدت على لسان مساعد وزير الخارجية للتعاون الدولي أن لقاءه الرئيس المصري بحث في «مواضيع أولية، وناقشنا الأسباب التي أدت إلى الخلاف. وستتبع هذه اللقاءات لقاءات أخرى للبحث في سبل كيفية إزالة الشوائب والخلافات».