حجبت إدارة موقع "فايسبوك" عن المستخدمين الروس هذا الأسبوع صفحة احتجاجية تدعو إلى التظاهر لدعم المعتقل أليكسي نافالني الذي وجه في وقت سابق انتقادات حادة الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وانشئت الصفحة بعد طلب الإدعاء العام سجن نافالني لمدة 10 سنوات بتهمة الفساد. وأكد نحو 12 ألف مؤيد على الصفحة مشاركتهم في الاعتصام المزمع إقامته منتصف كانون الثاني (يناير) المقبل قبل حجب الصفحة. ويستخدم النشطاء السياسيون حول العام "فايسبوك" في الترويج لاعتصاماتهم. ولم تجب إدارة الموقع على تساؤلات صحيفة "بيزنس إنسايدر" عن سبب حجب الصفحة، في حين أشار موقع "غلوبل فويسز" الى أن ممثلاً لإدارة الموقع صرح السبت بأنه "سيتم النظر في هذه القضية". واغلقت صفحة أخرى للإعتصام على موقع التواصل الاجتماعي الروسي "فكونتاكتي" الذي قالت إدارته أن إغلاقها تم بناءً على طلب السلطات الروسية. ونافالني (38 سنة) محامي وناشط في مكافحة الفساد اعتقل منذ شباط (فبراير) الماضي، وتعتبر التهم الموجه اليه بمثابة عقاب على نشاطاته السياسية المناهضة لبوتين. وقاد الناشط قبل ثلاث سنوات تظاهرات شارك فيها أكثر من 100 ألف شخص بعد مزاعم عن عمليات تزوير كبيرة في الانتخابات الرئاسية. وسبق أن صدر قرار في حزيران (يونيو) 2013 بسجن نافالني لمدة 5 سنوات بالتهمة ذاتها، وأثار ذلك تظاهرات حاشدة أمام الكرملين، ما أدى إلى إطلاق سراحه بعد 24 ساعة ووقف تنفيذ الحكم الصادر بحقه. ويواجه نافالني وأخيه أوليغ اتهامات بالاحتيال على فرع الشركة الفرنسية "ايف روشيه" في روسيا. وأنكر الإخوان الاتهامات كما أنكر موظفو الشركة في روسيا حصول أي احتيال، في حين أشيعت أخبار عن فرار رئيس الشركة من روسيا الأسبوع الماضي. وفي حين صب النشطاء الروس جام غضبهم على إدارة موقع "فايسبوك" لحجبها صفحة الاعتصام، سخر آخرون من الحادثة وقالوا أن الروس تمكنوا سابقاً من الإطاحة برؤوس الدولة من دون مساعدة وسائل التواصل الاجتماعي. وقال أحد الناشطين "لم يكن هناك فايسبوك في 1917 ونجحت الأمور آنذاك"، في إشارة إلى الثورة البلشفية التي إطاحة بالحكم الامبراطوري في روسيا.