واشنطن، موسكو - ا ف ب، رويترز - اعتبر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس، ان محادثات جنيف مع الدول الست المعنية بالملف النووي لطهران، شكلت «قاعدة جيدة لمتابعة المفاوضات»، مشيراً الى استعداد بلده لشراء يورانيوم مخصب من الولاياتالمتحدة لاستخدامه في مفاعل للبحوث الطبية. وغداة تحذير الولاياتالمتحدةإيران من أنها ستتعرض الى عقوبات «شاملة» تستهدف «نقاط الضعف الأساسية» في اقتصادها، اذا فشل الحوار حول برنامجها النووي، أعلنت طهران انها ستدرج على لائحة سوداء الشركات الأجنبية التي ترفض بيعها البنزين. وقال وزير النفط الإيراني مسعود مير كاظمي: «اذا رفضت جهة معينة ان تبيعنا البنزين في وقت معين ثم عادت لتعرض علينا ذلك، فإن وزارة النفط ستشطبها من لائحة مزودي البنزين في شكل نهائي. من اجل مواجهة العقوبات، عمدنا الى زيادة عدد المزودين» الأجانب. وأكد ان في إمكان إيران ان «تنتج مئة في المئة من البنزين الذي تحتاج اليه»، معتبراً ان التهديد بفرض عقوبات «على مبيعات البنزين فشل في شكل عام». وقال نجاد في ختام جلسة لمجلس الوزراء: «اعتقد أن مفاوضات جنيف كانت بناءة وخطوة إيجابية الى الأمام. آمل بأن نتقدم بالطريقة ذاتها للتوصل الى تعاون بناء من اجل تسوية المشاكل الكبرى في العالم». وأضاف: «نشهد في هذه المفاوضات سلوكاً افضل من السابق من قبل هذه الدول، وإرساءً تدريجياً لمنطق العدالة والاحترام. تشكل هذه المحادثات قاعدة جيدة لمتابعة المفاوضات». وشدّد على ان المحادثات جرت «حول رزمة الاقتراحات الإيرانية، وتقرر ان يتم وضع الإطار العام لمواصلة المحادثات على أساس تلك الاقتراحات»، مشيراً الى ان إيران «لم تضع أية قيود للتوافق مع كل الدول، باستثناء النظام الصهيوني». ولفت نجاد الى ان اللقاء الثنائي بين كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي ووليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية «عُقد ضمن إطار واضح ومعقول، ونحن نوافق على هذا الأمر». وقال ان الاجتماع تطرق الى «نزع السلاح النووي وحق الشعوب في امتلاك التكنولوجيا النووية وشراء الوقود النووي لمفاعل طهران». وأشار نجاد في هذا الصدد الى «اقتراحات قدمتها دول منفردة ومجموعات دول، ونحن مستعدون لإجراء محادثات مع كل من يهمه الأمر. وسيبدأ خبراؤنا قريباً محادثات مع هؤلاء البائعين». وأضاف: «سنشتري هذا الوقود من أي دولة مستعدة لبيعه، وقد تكون الولاياتالمتحدة إحداها». وزاد أن ثمة معلومات الى «استعداد الفرنسيين لتأمين الوقود لمفاعل طهران. لتقدم فرنسا رسمياً اقتراحها، ليتمكن خبراؤنا من درسه». أمّا رئيس مجلس خبراء القيادة هاشمي رفسنجاني فأعلن أن تنفيذ الرئيس الأميركي باراك اوباما شعاره حول التغيير، سيكون له تأثير جاد على العلاقات بين طهران وواشنطن. وقال خلال لقائه السفيرة الجديدة لسويسرا التي ترعى المصالح الأميركية في طهران، ان «انتصار اوباما في الانتخابات الأميركية تحقق بشعار التغيير الذي وعد به، والذي فقد بريقه تدريجياً بعد فوزه ولم يحدث تغييراً عملياً وحقيقياً في سلوك أميركا». في غضون ذلك، حذّرت موسكو من أي استنتاجات متسرعة حول منشأة تخصيب اليورانيوم قرب قم. وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «بيو» للبحوث، أن 63 في المئة من الأميركيين يوافقون على ان تقوم اميركا ب «التفاوض مباشرة مع إيران حول برنامجها النووي». لكن 61 في المئة من المستطلعين يعتقدون أن من المهم «منع إيران من تطوير أسلحة نووية، حتى لو كان ذلك يعني القيام بعمل عسكري».